بين التاريخين ثمان أو تسع ومائة، وقد ذكروا في أحواله أنه كتب الكافي في عشرين سنة، وقد أشرنا إليه أيضا.
ومن البين عادة أنه لم يشرع في تأليفه في أوائل عمره خصوصا واشتكى إليه عن جهال العصر وسئل تأليف كتاب كاف يجمع فيه جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد، فلا أقل يكون عمره إذ شرع في التأليف قريبا من عشرين سنة، فيكون مع زمن التأليف قريبا من أربعين سنة.
والمعلوم بتتبع الكافي أن روايته عن محمد بن إسماعيل موجودة في أوائلها وأواخرها، بل متفرقة على جميع أبوابها، ولازم جميع ذلك أن يكون عمر الكليني تقريبا مائة وستون بل سبعون سنة، على تقدير كون المروي عنه في الكافي ابن بزيع، وهو بعيد في الغاية، ولو كان لكان عليهم التنبيه عليه في الرجال، أو في مقام ضبط المعمرين، كما صنعه المرتضى في مقام استبعاد القوم لطول عمر الصاحب عليه السلام، قد ذكر فيه من هو أقل عمرا مما ذكر.
وأيضا كان اللازم درك الكليني زمن الأئمة عليهم السلام بل من زمن الرضا عليه السلام إلى آخرهم، فيكون مدركا لخمسة منهم عليهم السلام، وهو أيضا بعيد خصوصا مع عدم التنبيه والإشارة لا منه ولا من غيره، وقد نبهوا على من أدرك أقل من ذلك.
ويبعده أيضا أنه لو كان لكان مقتضى حرص الكليني على الجمع ونقد الاخبار، مع ورود العراق أن يتشرف بلقاء بعضهم عليهم السلام ويأخذ روايات أو رواية منه بلا واسطة أو بواسطة واحدة، فان علو السند أمر مرغوب جدا، كيف؟ وهو لم ينقل فيما وقفنا عليه من الفضل ولا من غيره من المشهورين من أرباب التصنيفات والتأليفات.
والمستفاد من خطبة كتابه من جهة شكاية البعض إليه وسؤاله تأليف كتاب وغير ذلك، اشعار تام بكون الشروع فيه في الغيبة. وفي كتاب النص من واحد منهم عليهم السلام على آخر ما ينفي احتمال وقوع التأليف في زمن الحضور، وقد روى قبله