ثم لا يخفى أن بعض الأصحاب ذكر في وجه تسمية هذه السنة بسنة تناثر النجوم هو أنه رأى الناس فيها تساقط شهب كثيرة من السماء، وفسر ذلك بموت العلماء، وكان ذلك إذ قد مات في تلك السنة جملة من أعيان هذه الطائفة وأساطين لم يكتحل حدقة الزمان بمثلهم ولا نظير، منهم الشيخ المذكور، ومنهم ثقة الاسلام محمد الرازي الآتي ذكره، ومنهم علي بن محمد السمري آخر السفراء، وغيرهم من القدوة (1).
نقل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج والقاضي نور الله في مجالس المؤمنين وغيرهما ما خرج من الإمام العسكري عليه السلام للشيخ الصدوق والد الصدوق من التوقيع الدال على عظم قدره وعلو منزلته عندهم عليهم السلام وهذه صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والجنة للموحدين، والنار للملحدين، ولا عدوان الا على الظالمين، ولا اله الا هو أحسن الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.
أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي يا أبا الحسن علي بن الحسين القمي وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته، بتقوى الله، وإقامة الصلاة، وايتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة. وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الاخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والعلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت للأمور، والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله عز وجل (لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس) واجتناب الفواحش كلها.
وعليك بصلاة الليل، فان النبي صلى الله عليه وآله أوصى عليا فقال: عليك بصلاة الليل، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي وأمر جمع شيعتي حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج.