وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل سبحتي (1) واغفر لي وارحمني، اللهم أنى أعوذ بك من الكفر والفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة " (2) وروى الشيخ هذين الحديثين بأسناده عن محمد بن يعقوب بالطريقين (3). وفي جمله من ألفاظ المتنين اختلاف يعجب من مثله ذوو البصائر فإن الاختلاف الذي يقع ويكثر في متون الأخبار الواردة بمجرد الأحكام ربما كان العذر فيه تسويغ الرواية بالمعنى وعدم انتهاء الاختلاف إلى الحد الذي يحصل به الاضطراب فيه، وأما ما يتضمن نقل الدعوات والأذكار المأثورة فأي عذر للتسامح فيه والتقصير في ضبطه والحال أن الامتحان شاهد بأن الصنع في الكل على منهاج واحد، ففي نسخ التهذيب التي رأيتها: " اللهم إني أشهدك أن هذا بيتك " وفيها: " اللهم إن العبد عبدك إلى إن قال: - أسالك مسألة الفقير إليك ". وفي الحديث الثاني " لتشهد على بالموافاة " (4) وهو غلط ظاهر، وفي أكثر النسخ " اللهم تصديق بكتابك " وأما قوله: " فاقبل سبحتي " فهو بهذه الصورة في نسخ التهذيب، وبعض النسخ للكافي وفي أكثرها " سيحتي " والشايع في كتابة اللفظة الأولى أن يضبط بالسين المضمومة والباء الموحدة وأرى أنه تصحيف كالصورة الأخرى وإن كان أقرب منها إلى الصحة حيث يوجد في كلام بعض أهل اللغة أن من معاني السيحة الدعاء، والأظهر كونها مفتوحة السين وبعدها ياء مثناة من تحت، مصدر لحقته التاء لبناء المرة. قال في القاموس: السياحة - بالكسر - والسيوح والسيحان والسيح الذهاب في الأرض للعبادة ومنه المسيح بن مريم، قال: وذكرت في اشتقاق
(٢٥٨)