منهم، مع ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من قوله عليه السلام: من كسر أو عرج فقد حل والحذف الذي ذكروا لا يعتد به إلا جاهل لان ما تيقن فقد يحذف في كلام العرب كثيرا، عن ذلك قوله تعالى: وإن كنتم من مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء مسافرا لا يوجب عليه وضوءا إلا أن يحدث ومن ذلك قوله تعالى (ذلك كقارة لايمانكم إذا حلفتم) لا يختلف مسلمان في لان في هذه الآية خذفا وأن معناه ذا حلفتم فحنثتم، أو أردتم الحنث، كلا المعنيين قد قال به قوم، لان الحلف لا يوجب كفارة إلا بالحنث أو بإرادته.
ومن ذلك قوله عز وجل: أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه) وأن اضرب بعصاك البحر فانفلق لا خلاف عند ذي عقل في أن في كلتا الآيتين حذفا، وأنه كأنه تعالى قال: فضرب فانفلق، وضربت فانبجست، فمثل هذا الحذف لا يتعلل به - في كلام الله تعالى، وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي كلام كل متكلم - إلا جاهل مظلم الجهل لا علم له بمواقع اللغة وهو كالمذكور الذي لم يحذف سواء بسواء.
ومن ذلك أيضا قوله: * (كل من عليها فان) *، ونحن نقول في كل وقت قال تعالى، وقال عليه السلام، ولا يذكر اسم الله تعالى في ذلك، ولا اسم نبيه صلى الله عليه وسلم ، اكتفاء منا بفهم السامع، وأن ذلك لا يخيل عليه البتة وكذلك قال تعالى حتى توارت الحجاب: ولم يذكر الشمس اكتفاء بأن السامع قد علم المراد ضرورة.
وقالوا: نرجح أحد الخبرين بأن يكون أحدهما ورد في لفظه حكمه، والآخر لم يرد في لفظه حكمه، ومثلوا ذلك بقوله تعالى: * (خذ من أموالهم صدقة وقوله عليه السلام: أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وقوله عليه السلام: رفع القلم عن ثلاث فذكر الصبي حتى يحتلم: والمجنون حتى يفيق.
قال علي: ليس في قوله عليه السلام: ورفع القلم عن ثلاث ما يوجب سقوط