الملازمة بين وجود الاستحقاق والفعلية ولعله إليه أشار أخيرا بقوله فافهم (فافهم جيدا) - في الاستدلال بآية الإيتاء (ثم إن في المقام) آيات أخرى قد استدل بها للبراءة.
(منها) قوله تعالى في سورة الطلاق:
(لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) (قال الشيخ) قيل دلالتها واضحة (انتهى).
(أقول) وفي الاستدلال بها ما لا يخفى فإن المراد من الموصول (إما هو المال) بقرينة قوله تعالى قبل ذلك لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله فالمعنى هكذا أي لا يكلف الله نفسا الا ما لا آتاها أي أعطاها وهذا المعنى هو أجنبي عن البراءة كما لا يخفى.
(وإما هو الفعل) بقرينة وقوع التكليف عليه أي لا يكلف الله نفسا الا فعلا آتاها أي أقدرها عليه ومكنها منه وهو الذي يظهر من الطبرسي أعلى الله مقامه حيث قال وفي هذا دلالة على انه سبحانه لا يكلف أحدا ما لا يقدر عليه وما لا يطيقه (وقال الشيخ) وهذا المعنى أظهر وأشمل لأن الإنفاق من الميسور داخل فيما آتاه الله.
(أقول) اما كونه أشمل فنعم واما كونه أظهر فلا بل الأول أظهر بقرينة ما قبله (وعلى كل حال) هو أجنبي أيضا عن البراءة بلا كلام.
(وإما هو التكليف) بمناسبة قوله تعالى لا يكلف الله أي لا يكلف الله نفسا