عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٠٥

____________________
عن حقيقة النظر ليس من جنس النظر ولا لازما لما هو من جنس النظر كالاعتقاد الباطل ونحو ذلك.
واعلم ان الذين قالوا: النظر الصحيح يستلزم العلم، قد اختلفوا في النظر الفاسد هل يستلزم الجهل؟ على مذاهب ثلاثة:
أحدها: واختاره الفخر الرازي، انه يستلزمه مطلقا، سواء كان فساده من جهة المادة، أو من جهة الصورة. لان من اعتقد ان العالم قديم، وكل قديم غني عن العلة، امتنع أن لا يعتقد ان العالم غني عن العلة ضرورة وهو جهل ومراده تحقق الاستلزام في القسمين في الجملة، لان كل نظر فاسد يستلزمه بقرينة دعواه الجزئية، في استلزام النظر الصحيح للعلم، وقد مر ما فيه.
وقال شارح المواقف (1): قد يقال ان دليله هذا يرشد إلى ان المختار عنده هو المذهب الثالث، أعني التفصيل. كيف والقول بأن الفاسد من جهة الصورة يستلزمه ظاهر البطلان (2).
وقال شارح المقاصد (3): التحقيق أنه لا نزاع، لان الفاسد صورة لا يستلزم بالاتفاق، والفاسد مادة فقط، قد يستلزم وقد لا يستلزم (انتهى) (4).
وأنت خبير بعد ما حررناه بفساد دليله، ان أراد ايجاب النظر من حيث أنه نظر. وصحته ان أراد الاستلزام في الجملة، وبأنه لا فرق بين فساد المادة، و

(١) أبو الحسن، على بن محمد بن على الجرجاني الحنفي الشهير بالسيد الشريف.
ولد بجرجان سنة ٧٤٠ ه‍. وتوفى بشيراز سنة ٨١٦ ه‍.
(٢) شرح المواقف (المرصد الثالث في أقسام العلم، المقصد الثامن).
(3) المقاصد في علم الكلام: للعلامة سعد الدين، مسعود بن عمر التفتازاني المتوفى سنة (791 ه‍) وقد شرحه بنفسه.
(4) شرح المقاصد الفصل الثالث (بحث التفطن).
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 100 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367