عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٠٢

____________________
العلم، شروط غير لازمة للنظر الصحيح. قال المحقق الطوسي (1) في التجريد:
وحصول العلم عن الصحيح واجب ولا حاجة إلى المعلم. نعم لا بد من الجزء الصوري، وشرطه عدم الغاية وضدها وحضورها (انتهى) (2).
وجعل بعضهم ضمير شرطه راجعا إلى حصول العلم لا إلى الصحيح كما ذهب إليه الشارح الجديد للتجريد (3).
قلت: ضمير شرطه راجع إلى الجزء الصوري، كما يدل عليه الاستدراك في (نعم) والمراد بالجزء الصوري فصل النظر. فان حد النظر، الحركة الذهنية بقصد تحصيل مجهول. فالحركة الذهنية جنس له، بمنزلة الجزء المادي، وبقصد تحصيل مجهول، فصل له بمنزلة الجزء الصوري والحاصل ان النظر، مجموع الحركة الذهنية، والقصد بها إلى تحصيل المجهول، ومعلوم اشتراط الأمور الثلاثة فيه. فالمعنى ان حصول العلم عن النظر الصحيح واجب، أي ليس له شرط غير لازم للنظر الصحيح، فان الشرط اللازم لا ينافي وجوب العلم عنه، نعم يشترط في حصول النظر نفسه أمور باعتبار جزئه الصوري. وانما ذكر هذه الشروط مع ان لحصول النظر في نفسه شروطا غير ذلك، كالعقل والعلم بالضروريات الأولية لان هذه الثلاثة مما كثر التوهم

(1) سلطان العلماء والمحققين، الخواجة نصير الدين، محمد بن محمد بن الحسن الطوسي الجهرودى كان فاضلا، محققا، عالما وصنف كتبا ورسائل نافعة نفيسة في فنون من العلم.
كان مولده الشريف بطوس في الحادي عشر من جمادى الأولى من السنة السابعة والتسعين بعد الخمسمائة. وتوفى رحمه الله تعالى في يوم الغدير من السنة الثانية والسبعين بعد الستمائة، ودفن بجواز الامامين الكاظم والجواد عليهما السلام.
(2) تجريد العقائد (البحث في الكيفيات النفسانية).
(3) هو القوشجي المتقدم ذكره في ص 72 من هذا الكتاب.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 100 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست