____________________
ولو أريد بالهندسة مسائل علم الهندسة كان عدم المطابقة باعتبار الموضوع و المحمول معاد.
حاصل الدليل انه لو كان حصول العلم عقيب النظر الجامع للشروط اتفاقيا بدون ايجاب، لكان نسبة النظر إلى جميع العلوم على السوية، فيستحيل أن يكون مطابقا لما يطلبه دائما. وهذا نظير الاستدلال بمطابقة كلام زيد للغة العرب في كل ما يتكلم به، في بيان أغراضه على أنه عارف باللغة العربية، بناء على استحالة أن يكون الاتفاقي بهذا الاستمرار والمطابقة الا ولم يبق فرق بين الواجب والاتفاقي أصلا كما في تقرير الدليل الأول.
لا يقال: لو تم هذا الدليل لكانت الامارة موجبة للظن، لان الظن الحاصل بها لا يكون الا مطابقا.
لأنا نقول: المراد بقوله (يقع) انه يقع دائما، فلا يستدل بمحض المطابقة بل بدوامه مع المطابقة.
أو نقول: تقرير الدليل هكذا، لو كان العلم عقيب النظر اتفاقيا وبدون ايجاب، لكان اما لعدم المقتضي، أو لوجود المانع. والثاني باطل، إذ لا يتصور مانع الا المعارض، وهو محال. لان تعارض الدليلين محال، والامارة تضمحل بمعارضة الدليل، وكذا الأول لاستحالة المطابقة كما مر. وفيه انا لا نسلم انحصار المانع فيما يعارض الدليل، فان مانع العلم أعم من مانع المعلوم.
{1} قوله (والنظر لا يولد الجهل) أي ليس شئ من النظر موجبا عقلا للجهل المركب بشئ من حيث أنه نظر، أي بدون أن ينضم إليه شئ خارج
حاصل الدليل انه لو كان حصول العلم عقيب النظر الجامع للشروط اتفاقيا بدون ايجاب، لكان نسبة النظر إلى جميع العلوم على السوية، فيستحيل أن يكون مطابقا لما يطلبه دائما. وهذا نظير الاستدلال بمطابقة كلام زيد للغة العرب في كل ما يتكلم به، في بيان أغراضه على أنه عارف باللغة العربية، بناء على استحالة أن يكون الاتفاقي بهذا الاستمرار والمطابقة الا ولم يبق فرق بين الواجب والاتفاقي أصلا كما في تقرير الدليل الأول.
لا يقال: لو تم هذا الدليل لكانت الامارة موجبة للظن، لان الظن الحاصل بها لا يكون الا مطابقا.
لأنا نقول: المراد بقوله (يقع) انه يقع دائما، فلا يستدل بمحض المطابقة بل بدوامه مع المطابقة.
أو نقول: تقرير الدليل هكذا، لو كان العلم عقيب النظر اتفاقيا وبدون ايجاب، لكان اما لعدم المقتضي، أو لوجود المانع. والثاني باطل، إذ لا يتصور مانع الا المعارض، وهو محال. لان تعارض الدليلين محال، والامارة تضمحل بمعارضة الدليل، وكذا الأول لاستحالة المطابقة كما مر. وفيه انا لا نسلم انحصار المانع فيما يعارض الدليل، فان مانع العلم أعم من مانع المعلوم.
{1} قوله (والنظر لا يولد الجهل) أي ليس شئ من النظر موجبا عقلا للجهل المركب بشئ من حيث أنه نظر، أي بدون أن ينضم إليه شئ خارج