ثم قتل كيف قدر تكرير للمبالغة وثم للدلالة على أن الثانية أبلغ من الأولى 22 21 وفيما بعد على أصلها من التراخي الزماني ثم نظر أي في القرآن مرة بعد مرة ثم عبس قطب وجهه لما لم يجد فيها مطعنا ولم يدر ماذا يقول وقيل نظر في وجوه الناس ثم قطب وجهه وقيل نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قطب في وجهه 23 وبسر اتباع لعبس ثم أدبر عن الحق أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 24 واستكبر عن اتباعه فقال ان هذا الا سحر يؤثر اي يروى ويتعلم والفاء للدلالة على أن هذه الكلمة لما خطرت بباله تفوه بها من غير تلعثم وتلبث وقوله تعالى 25 ان هذا الا قول البشر تأكيد لما قبله ولذلك أخلى عن العاطف سأصليه سقر بدل من سأرهقه صعودا وما ادراك ما سقر اي اي شيء أعلمك ما سقر على أن ما الأولى مبتدأ وادراك خبره وما الثانية خبر لأنها المفيدة لما قصد افادته من التهويل والتفظيع وسقر مبتدأ اي اي شيء هي في وصفها لما مر مرارا من أن ما قد يطلب بها الوصف وان كان الغالب ان يطلب بها الاسم والحقيقة وقوله تعالى لا تبقي ولا تذر بيان لوصفها وحالها وانجاز للوعد الضمني الذي يلوح به وما ادراك ما سقر وقيل حال من سقر وليس بذاك اي لا تبقي شيئا يلقي فها الا أهلكته وإذا هلك لم تذره هالكا حتى يعاد أو لا تبقي على شيء ولا تدعه من الهلاك بل كل ما يطرح فيها هالك لا محالة لواحة للبشر مغيرة لأعالي الجلد مسودة
(٥٨)