كأنها جمع قاصعة اي لإحدى البلايا أو لإحدى الدواهي الكبر على معنى أن البلايا الكبر أو الدواهي الكبر كثيرة وهذه واحدة في العظم لا نظيرة لها نذيرا للبشر تمييز أي لإحدى الكبر انذارا أو حال مما دلت عليه الجملة اي كبرت منذرة وقرئ نذير بالرفع على أنه خبر بعد خبر لأن أو لمبتدأ محذوف لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر بدل من للبشر أي نذيرا لمن شاء منكم أن يسبق إلى الخير فيهديه الله تعالى أو لم يشأ ذلك فيضله وقيل لمن شاء خبر وأن يتقدم أو يتأخر مبتدأ فيكون في معنى قوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر كل نفس بما كسبت رهينة مرهونة عند الله تعالى بكسبها والرهينة اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم لا صفة والا لقيل رهين لأن فعيلا بمعنى مفعول لا يدخله التاء الا أصحاب اليمين فإنهم فاكون رقابهم بما أحسنوا من أعمالهم كما يفك الراهن رهنه بأداء الدين وقيل هم الملائكة وقيل الأطفال وقيل هم الذين سبقت لهم من الله تعالى الحسنى وقيل الذين كانوا عن يمين آدم عليه السلام يوم الميثاق وقيل الذين يعطون كتبهم بأيمانهم في جنات لا يكتنه كنهها ولا يدرك وصفها وهو خبر لمبتدأ محذوف والجملة استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ مما قبله من استثناء أصحاب اليمين كأنه قيل ما بالهم فقيل هم في جنات وقيل حال من أصحاب اليمين وقيل من ضميرهم في قوله تعالى يتساءلون وقيل ظرف للتساؤل وليس المراد بتساؤلهم أن يسأل بعضهم بعضا على أن يكون كل واحد منهم سائلا ومسئولا معا بل صدور السؤال عنهم مجردا عن وقوعه عليهم فان صيغة التفاعل وان وضعت في الأصل للدلالة على صدور الفعل عن المتعدد ووقوعه عليه معا بحيث يصير كل واحد من ذلك فاعلا ومفعولا معا كما في قولك تراءى القوم أي رأي كل واحد منهم الآخر لكنها قد تجرد عن المعنى الثاني ويقصد بها الدلالة على الأول فقط فيذكر للفعل حينئذ مفعول كما في قولك تراءوا الهلال فمعنى يتساءلون عن المجرمين يسألونهم عن أحوالهم وقد حذف المسؤول لكونه عين المسؤول عنه
(٦١)