تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ٧٧
الابتداء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله تعالى جنة وحريرا سورة المرسلات مكية الا آية 48 فمدنية وآياتها خمسون بسم الله الرحمن الرحيم والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا اقسام من الله عز وجل بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن عصف الرياح مسارعة في الامتثال بالأمر وبطوائف أخرى نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي أو نشرن الشرائع في الأقطار أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أو حين ففرقن بين الحق والباطل فألقين ذكرا الا الأنبياء عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين ولعل تقديم نشر الشرائع ونشر النفوس والفرق على الالقاء للايذان بكونها غاية للالقاء حقيقة بالاعتناء بها أو للاشعار بأن كلا من الأوصاف المذكورة مستقل بالدلالة على استحقاق الطوائف الموصوفة بها التفخيم والاجلال بالإقسام بهن ولو جيء بها على ترتيب الوقوع لربما فهم أن مجموع الالقاء والنشر والفرق هو الموجب لما ذكر من الاستحقاق أو اقسام برياح عذاب أرسلهن فعصفن وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه كقوله تعالى ويجعله كسفا أو بسحائب نشرن الموات ففرقن كل صنف منها عن سائر الأصناف بالشكل واللون وسائر الخواص أو فرقن بين من يشكر الله تعالى وبين من يكفر به فألقين ذكرا اما عذرا للمعتذرين إلى الله تعالى بتوبتهم واستغفارهم عن مشاهدتهم
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة