لها قيل تلفح الجلد لفحة فتدعه أشد سوادا من الليل وقيل تلوح للناس كقوله تعالى ثم لترونها عين اليقين وقرئ لواحة بالنصب على الاختصاص للتهويل عليها تسعة عشر اي ملكا أو صنفا أو صفا أو نقيبا من الملائكة يلون امرها ويتسلطون على أهلها وقرئ بسكون عين عشر حذارا من توالي الحركات فيما هو في حكم اسم واحد وقرئ تسعة أعشر جمع عشير مثل يمين وأيمن وما جعلنا أصحاب النار اي المدبرين لأمرها القائمين بتعذيب أهلها الا ملائكة ليخالفوا جنس المعذبين فلا يرقوا لهم ولا يستروحوا إليهم لأنهم أقوى الخلق وأقومهم بحق الله عز وجل وبالغضب له تعالى وأشدهم بأسا عن النبي صلى الله عليه وسلم لأحدهم مثل قوة الثقلين يسوق أحدهم الأمة وعلى رقبته جبل فيرمى بهم في النار ويرمى بالجبل عليهم وروي انه لما نزل عليها تسعة عشر قال أبو جهل لقريش أيعجز كل عشرة منكم ان يبطشوا برجل منهم فقال أبو الأشد بن أسيد بن كلدة الجمحي وكان شديد البطش انا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين فنزلت اي ما جعلناهم رجالا من جنسكم وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا اي ما جعلنا عددهم الا العدد الذي تسبب لافتتانهم وهو التسعة عشر فعبر بالأثر عن المؤثر تنبيها على التلازم بينهما وليس المراد مجرد جعل عددهم ذلك العدد المعين في نفس الأمر بل جعله في القرآن أيضا كذلك وهو الحكم بأن عليها تسعة عشر إذ بذلك يتحقق افتتانهم باستقلالهم له واستبعادهم لتولي هذا العدد القليل لتعذيب أكثر الثقلين واستهزائهم به حسبما ذكر وعليه يدور ما سيأتي من استيقان أهل الكتاب وازدياد المؤمنين ايمانا قالوا المخصص لهذا العدد ان اختلاف النفوس البشرية في النظر والعمل بسبب القوى الحيوانية الاثنتي عشرة والطبيعية السبع أو أن جهنم سبع دركات ست منها لأصناف الكفرة كل صنف يعذب بترك الاعتقاد والاقرار والعمل أنواعا من العذاب يناسبها وعلى كل نوع ملك أو صنف أو صف يتولاه وواحدة لعصاة الأمة يعذبون فيها بترك العمل نوعا يناسبه ويتولاه واحد أو أن الساعات أربع وعشرون خمسة منها مصروفة للصلوات الخمس فيبقى تسعة عشر قد تصرف إلى ما يؤاخذ به بأنواع العذاب يتولاها الزبانية ليستيقن الذين أوتوا الكتاب متعلق بالجعل على المعنى المذكور اي ليكتسبوا اليقين بنبوته عليه الصلاة والسلام وصدق القرآن لما شاهدوا ما فيه موافقا لما في كتابهم ويزداد الذين آمنوا ايمانا اي يزداد ايمانهم كيفية بما رأوا من تسليم أهل الكتاب
(٥٩)