تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ٩٥
ما قدمه من خير أو شر على أن ما موصولة منصوبة بينظر والعائد محذوف أو ينظر أي شئ قدمت يداه على أنها استفهامية منصوبة بقدمت وقيل المرء عبارة عن الكافر وما في قوله تعالى ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ظاهر وضع موضع الضمير لزيادة الذم قيل معنى تمنيه ليتني كنت ترابا في الدنيا فلم أخلق ولم ولم أكلف أو ليتني كنت ترابا في هذا اليوم فلم أبعث وقيل يحشر الله تعالى الحيوان فيقتص للجماء من القرناء ثم يرده ترابا فيود الكافر حاله وقيل الكافر إبليس يرى آدم وولده وثوابهم فيتمنى أن يكون الشئ الذي احتقره حين قال خلقتني من نار وخلقته من طين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله تعالى برد الشراب يوم القيامة والحمد لله وحده سورة النازعات مكية آياتها ست وأربعون «بسم الله الرحمن الرحيم» «والنازعات غرقا» «والناشطات نشطا» «والسابحات سبحا فالسابقات سبقا» «فالمدبرات أمرا» إقسام من الله عز وجل بطوائف الملائكة الذين ينزعون الأرواح من الأجساد على الإطلاق كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد أو أرواح الكفرة كما قاله على رضي الله عنه وابن مسعود وسعيد بن جبير ومسروق وينشطونها أي يخرجونها من الأجساد من نشط الدلو من البئر إذا أخرجها ويسبحون في إخراجها سبح الغواص الذي يخرج من البحر ما يخرج فيسبقون بأرواح الكفرة إلى النار وبأرواح المؤمنين إلى الجنة فيدبرون أمر عقابها وثوابها بأن يهيؤها لإدراك ما أعدلها من الآلام واللذات والعطف مع اتحاد الكل بتنزيلي التغاير الذاتي كما في قوله
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة