تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ٣٣
على أنفسهم تقربا إلى الله تعالى واشفاقا على الناس من الزكاة المفروضة والصدقات الموظفة «للسائل» الذي يسأله «والمحروم» الذي لا يسأله فيظن انه غني فيحرم «والذين يصدقون بيوم الدين» اي بأعمالهم حيث يتعبون أنفسهم في الطاعات البدنية والمالية طمعا في المثوبة الأخروية بحيث يستدل بذلك على تصديقهم بيوم الجزاء «والذين هم من عذاب ربهم مشفقون» خائفون على أنفسهم مع مالهم من الأعمال الفاضلة استقصارا لها واستعظاما لجنابه عز وجل كقوله تعالى والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون وقوله تعالى «إن عذاب ربهم غير مأمون» اعتراض مؤذن بأنه لا ينبغي لأحد أن يأمن عذابه تعالى وان بالغ في الطاعة «والذين هم لفروجهم حافظون» «إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين» سلف تفسيره في سورة المؤمنين «فمن ابتغى» اي طلب لنفسه «وراء ذلك» وراء ما ذكر من الأزواج والمملوكات «فأولئك» المبتغون «هم العادون» المتعدون لحدود الله تعالى «والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون» لا يخلون بشيء من حقوقها «والذين هم بشهاداتهم قائمون» اي مقيمون لها بالعدل احياء لحقوق الناس وتخصيصها بالذكر مع اندراجها في الأمانات لإبانة فضلها وقرئ لأمانتهم وبشهادتهم على إرادة الجنس «والذين هم على صلاتهم يحافظون» اي يراعون شرائطها
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة