تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ٣١
كالمهل وهو ما أذيب على مهل من الفلزات وقيل دردي الزيت «وتكون الجبال كالعهن» كالصوف المصبوغ ألوانا لاختلاف ألوان الجبال منها جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود فإذا بست وطيرت في الجو اشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح «ولا يسأل حميم حميما» اي لا يسأل قريب قريبا عن أحواله ولا يكلمه لابتلاء كل منهم بما يشغله عن ذلك وقرئ على البناء للمفعول اي لا يطلب من حميم حميم أولا يسأل منه حال «يبصرونهم» اي يبصر الأحماء الأحماء فلا يخفون عليهم وما يمنعهم من التساؤل الا تشاغلهم بحال أنفسهم وقيل ما يغني عنه من مشاهدة الحال كبياض الوجه وسواده والأول ادخل في التهويل وجمع الضميرين لعموم الحميم وقرئ يبصرونهم والجملة استئناف «يود المجرم» اي يتمنى الكافر وقيل كل مذنب وقوله تعالى «لو يفتدي من عذاب يومئذ» اي العذاب الذي ابتلوا به يومئذ «ببنيه» «وصاحبته وأخيه» حكاية لودادتهم ولو في معنى التمني وقيل هي بمنزلة ان الناصبة فلا يكون لها جواب وينسبك منها ومما بعدها مصدر يقع مفعولا ليود والتقدير يود افتداءه ببنيه الخ والجملة استئناف لبيان ان اشتغال كل مجرم بنفسه بلغ إلى حيث يتمنى ان يفتدى بأقرب الناس اليه وأعلقهم بقلبه فضلا ان يهتم بحاله ويسأل عنها وقرئ يومئذ بالفتح على البناء للإضافة إلى غير متمكن وبتنوين عذاب ونصب يومئذ وانتصابه بعذاب لأنه في معنى تعذيب «وفصيلته» اي عشيرته التي فصل عنهم «التي تؤويه» اي تضمه في النسب أو عند الشدائد «ومن في الأرض جميعا» من الثقلين والخلائق ومن للتغليب «ثم ينجيه» عطف على يفتدي اي يود لو يفتدي ثم لو ينجيه الافتداء وثم لاستبعاد الانجاء يعني يتمنى لو كان هؤلاء جميعا تحت يده وبذلهم في فداء نفسه ثم ينجيه ذلك وهيهات «كلا» ردع للمجرم عن الودادة وتصريح بامتناع انجاء الافتداء وضمير «إنها» اما للنار المدلول عليها بذكر العذاب أو مبهم ترجم عند
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة