تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ٢٧
وصديدهم فعلين من الغسل «لا يأكله إلا الخاطئون» أصحاب الخطايا من خطىء الرجل إذا تعمد الذنب لا من الخطأ المقابل للصواب دون المقابل للعمد عن ابن عباس رضي الله عنهما انهم المشركون وقرئ الخاطيون بابدال الهمزة ياء وقرئ بطرحها وقد جوز أن يراد بهم الذين يتخطون الحق إلى الباطل ويتعدون حدود الله «فلا أقسم» اي فأقسم على أن لا مزيدة للتأكيد وأما حمله على معنى نفي الاقسام لظهور الأمر واستغنائه عن التحقيق فيرده تعيين المقسم به بقوله تعالى «بما تبصرون» «وما لا تبصرون» كما مر في سورة الواقعة أي أقسم بالمشاهدات والمغيبات وقيل بالدنيا والآخرة وقيل بالأجسام والأرواح والإنس والجن والخلق والخالق والنعم الظاهرة والباطنة والأول منتظم للكل «أنه» اي القرآن «لقول رسول» يبلغه عن الله تعالى فان الرسول لا يقول عن نفسه «كريم» على الله تعالى وهو النبي أو جبريل عليهما السلام «وما هو بقول شاعر» كما تزعمون تارة «قليلا ما تؤمنون» ايمانا قليلا تؤمنون «ولا بقول كاهن» كما تدعون ذلك تارة أخرى «قليلا ما تذكرون» اي تذكرا قليلا أو زمانا قليلا تتذكرون على أن القلة بمعنى النفي اي لا تؤمنون ولا تتذكرون أصلا قيل ذكر الايمان مع نفي الشاعرية والتذكر مع نفي الكاهنية لما ان عدم مشابهة القرآن الشعر أمر بين لا ينكره الا معاند بخلاف مباينته للكهانة فإنها تتوقف على تذكر أحواله عليه الصلاة والسلام ومعاني القرآن المنافية لطريقة الكهنة ومعاني أقوالهم وأنت خبير بأن ذلك أيضا مما لا يتوقف على تأمل قطعا وقرئ بالياء فيهما «تنزيل من رب العالمين» نزله على لسان جبريل عليه السلام «ولو تقول علينا بعض الأقاويل» سمي الافتراء تقولا لأنه قول متكلف والأقوال المفتراة أقاويل تحقيرا لها كأنها جمع افعولة من القول كالأضاحيك
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة