فيعذبه الله العذاب الأكبر الذي هو عذاب جهنم وقيل استثناء متصل من قوله تعالى فذكر أي فذكر الا من انقطع طمعك من ايمانه وتولى فاستحق العذاب الأكبر وما بينهما اعتراض ويعضد الأول أنه قرىء الا على التنبيه وقوله تعالى ان الينا إيابهم تعليل لتعذيبه تعالى بالعذاب الأكبر أي ان الينا رجوعهم بالموت والبعث لا إلى أحد سوانا لا استقلالا ولا اشتراكا وجمع الضمير فيه وفيما بعده باعتبار معنى من كما أن افراده فيما سبق باعتبار لفظها وقرئ إيابهم على أنه فيعال مصدر فيعل من الأياب أو فعال من أوب كفسار من فسر ثم قيل إيوابا كديوان في دوان ثم قلبت الواو ياء فأدغمت الياء الأولى في الثانية ثم ان علينا حسابهم في المحشر لا على غيرنا وثم للتراخي في الرتبة لا في الزمان فان الترتب الزماني بين إيابهم وحسابهم لا بين كون إيابهم اليه تعالى وحسابهم عليه تعالى فإنهما أمران مستمران وفي تصدير الجملتين بأن وتقديم خبرها وعطف الثانية على الأولى بكلمة ثم المفيدة لبعد منزلة الحساب في الشدة من الانباء عن غاية السخط الموجب لتشديد العذاب مالا يخفى عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الغاشية يحاسبه الله تعالى حسابا يسيرا
(١٥٢)