تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ٢٩٨
وقرئ إذا كنا بهمزة واحدة مكسورة وقرئ إنا لمخرجون على الخبر «لقد وعدنا هذا» أي الإخراج «نحن وآباؤنا من قبل» أي من قبل وعده عليه الصلاة والسلام وتقديم الموعود على نحن لأنه المقصود بالذكر وحيث أخر قصد به المبعوث والجملة استئناف مسوق لتقرير الإنكار وتصديرها بالقسم لمزيد التأكيد وقوله تعالى «إن هذا إلا أساطير الأولين» تقرير إثر تقرير «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين» بسبب تكذيبهم للرسل عليهم الصلاة والسلام فيما دعوهم إليه من الإيمان بالله عز وجل وحده وباليوم الآخر الذي تنكرونه فإن في مشاهدة عاقبتهم ما فيه كفاية لأولى الأبصار وفي التعبير عن المكذبين بالمجرمين لطف بالمؤمنين في ترك الجرائم «ولا تحزن عليهم» لإصرارهم على الكفر والتكذيب «ولا تكن في ضيق» في حرج صدر «مما يمكرون» من مكرهم فإن الله تعالى يعصمك من الناس وقرئ بكسر الضاد وهو أيضا مصدر ويجوز أن يكون المفتوح مخففا من ضيق وقد قرئ كذلك أي لا تكن في أمر ضيق «ويقولون متى هذا الوعد» أي العذاب العاجل الموعود «إن كنتم صادقين» في إخباركم بإتيانه والجمع باعتبار شركة المؤمنين في الإخبار بذلك «قل عسى أن يكون ردف لكم» أي تبعكم ولحقكم واللام مزيدة للتأكيد كالباء في قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة أو الفعل مضمن معنى فعل يعدى باللام وقرئ بفتح الدال وهي لغة فيه «بعض الذي تستعجلون» وهو عذاب يوم بدر وعسى ولعل وسوف في مواعيد الملوك بمنزلة الجزم بها وإنما يطلقونها إظهارا للوقار وإشعارا بأن الرمز من أمثالهم كالتصريح ممن عداهم وعلى ذلك مجرى وعد الله تعالى ووعيده وإيثار ما عليه النظم الكريم على أن يقال عسى أن يردفكم الخ لكونه أدل على تحقق الوعد «وإن ربك لذو فضل على الناس» أي لذو أفضال وإنعام على كافة الناس ومن جملة إنعاماته تأخير عقوبة هؤلاء على ما يرتكبونه من المعاصي التي من جملتها استعجال العذاب «ولكن أكثرهم لا يشكرون» لا يعرفون حق النعمة فيه فلا يشكرونه بل يستعجلون بجهلهم وقوعه كدأب هؤلاء
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300