تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ٢٩٦
وجوده بعنوان كونه إلها وشريكا له تعالى أو عن إشراكهم «أم من يبدأ الخلق ثم يعيده» أي بل أمن يبدأ الخلق ثم يعيده بعد الموت بالبعث «ومن يرزقكم من السماء والأرض» أي بأسباب سماوية وأرضية قد رتبها على ترتيب بديع تقتضيه الحكمة التي عليها بنى أمر التكوين خير أم ما تشركونه به في العبادة من جماد لا يتوهم قدرته على شيء ما أصلا «أإله» آخر موجود «مع الله» حتى يجعل شريكا له في العبادة وقوله تعالى «قل هاتوا برهانكم» أمر له عليه الصلاة والسلام بتبكيتهم إثر تبكيت أي هاتوا برهانا عقليا أو نقليا يدل على أن معه تعالى إلها لا على أن غيره تعالى يقدر على شيء مما ذكر من أفعاله تعالى كما قيل فإنهم لا يدعونه صريحا ولا يلتزمون كونه من لوازم الألوهية وإن كان منها في الحقيقة فمطالبتهم بالبرهان عليه لا على صريح دعواهم مما لا وجه له وفي إضافة البرهان إلى ضميرهم تهكم بهم لما فيها من إيهام أن لهم برهانا وأني لهم ذلك «إن كنتم صادقين» أي في تلك الدعوى «قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله» بعدما حقق تفرده تعالى بالألوهية ببيان اختصاصه بالقدرة الكاملة التامة والرحمة الشاملة العامة عقبه بذكر ما هو من لوازمه وهو اختصاصه بعلم الغيب تكميلا لما قبله وتمهيدا لما بعده من أمر البعث والاستثناء منقطع ورفع المستثنى على اللغة التميمية للدلالة على استحالة علم الغيب من أهل السماوات والأرض بتعليقه بكونه سبحانه وتعالى منهم كأنه قيل إن كان الله تعالى ممن فيهما ففيهم من يعلم الغيب أو متصل على أن المراد بمن في السماوات والأرض من تعلق علمه بهما واطلع عليهما اطلاع الحاضر فيهما فإن ذلك معنى مجازي عام له تعالى ولأولى العلم من خلقه ومن موصولة أو موصوفة «وما يشعرون أيان يبعثون» أي متى ينشرون من القبور مع كونه مما لا بد لهم منه ومن أهم الأمور عندهم وأيان مركبة من أي وآن وقرئ بكسر الهمزة والضمير للكفرة وإن كان عدم الشعور بما ذكر عاما لئلا يلزم التفكيك بينه وبين ما سيأتي من الضمائر الخاصة بهم قطعا وقيل الكل لمن وإسناد خواص الكفرة إلى الجميع من قبيل قولهم بنو فلان فعلوا كذا والفاعل بعض منهم «بل ادارك علمهم في الآخرة» لما نفى عنهم علم الغيب وأكد ذلك بنفي شعورهم بوقت ما هو مصيرهم لا محالة بولغ في تأكيده وتقريره بأن أضرب عنه وبين أنهم في جهل أفحش من جهلهم بوقت بعثهم حيث لا يعلمون أحوال الآخرة مطلقا مع تعاضد أسباب معرفتها على أن معنى أدارك علمهم في الآخرة تدارك وتتابع علمهم في شأن الآخرة التي ما ذكر من البعث حال من أحوالها حتى انقطع ولم يبق لهم علم بسيء مما سيكون فيها قطعا لكن لا على معنى أنه
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300