تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ١١
مقصود لذاته لا لتحقيق المأمور به فقط وقوله تعالى «سنعيدها سيرتها الأولى» مع كونه استئنافا مسوق لتعليل الامتثال بالأمر والنهي فإن إعادتها إلى ما كانت عليه من موجبات أخذها وعدم الخوف منها عدة كريمة بإظهار معجزة أخرى أخرى على بدء عليه الصلاة والسلام وإيذان بكونها مسخرة له عليه الصلاة والسلام ليكون على طمأنينة من أمره ولا يعتريه شائبة تزلزل عند محاجة فرعون أي سنعيدها بعد الأخذ إلى حالتها الأولى التي هي الهيئة العصوية قيل بلغ عليه الصلاة والسلام عند ذلك من الثقة وعدم الخوف إلى حيث كان يدخل يده في فمها ويأخذ بلحييها والسيرة فعلة من السير تجوز بها للطريقة والهيئة وانتصابها على نزع الجار أي إلى سيرتها أو على أن أعاد منقول من عاده بمعنى عاد إليه أو على الظرفية أي سنعيدها في طريقتها أو على تقدير فعلها وإيقاعها حالا من المفعول أي سنعيدها عصا كما كانت من قبل تسير سيرتها الأولى أي سائرة سيرتها الأولى فتنتفع بها كما كنت تنتفع من قبل «واضمم يدك إلى جناحك» أمر عليه الصلاة والسلام بذلك بعد ما أخذ الحية وانقلبت عصا كما كانت أي أدخلها تحت عضدك فإن جناحي الإنسان جنباه كما أن جناحي العسكر ناحيتاه مستعار من جناحي الطائر وقد سميا جناحين لأنه يجنحهما أي يميلهما عند الطيران وقوله تعالى «تخرج» جواب الأمر وقوله تعالى «بيضاء» حال من الضمير فيه وقوله تعالى «من غير سوء» متعلق بمحذوف هو حال من الضمير في بيضاء أي كائنة من غير عيب وقبح كنى به عن البرص كما كنى بالسوءة عن العورة لما أن الطباع تعافه وتنفر عنه روى أنه عليه الصلاة والسلام كان آدم فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس تغشى البصر «آية أخرى» أي معجزة أخرى غير العصا وانتصابها على الحالية إما من الضمير في تخرج على أنها بدل من الحال الأولى وإما من الضمير في بيضاء وقيل من الضمير في الجار والمجرور وقيل هي منصوبة بفعل مضمر نحو خذ أو دونك وقوله تعالى «لنريك من آياتنا الكبرى» متعلق بمضمر ينساق إليه النظم الكريم كأنه قيل فعلنا ما فعلنا من الأمر والإظهار لنريك بذلك بعض آياتنا الكبرى على أن الكبرى صفة لآياتنا أو نريك بذلك من آياتنا ما هي كبرى على أن الكبرى مفعول ثان لنريك من آياتنا متعلق بمحذوف هو حال من ذلك المفعول وأيا ما كان فالآية الكبرى عبارة عن العصا واليد جميعا وإما تعلقه بما دل عليه آية أي دللنا بها لنريك الخ أو بقوله تعالى واضمم أو بقوله تخرج أو بما قدر من نحو خذ ودونك كما قال بكل من ذلك قائل فيؤدي إلى عراء آية العصا عن وصف الكبر فتدبر «اذهب إلى فرعون» تخلص إلى ما هو المقصود من تمهيد المقدمات السالفة فصل عما قبله من الأوامر إيذانا بأصالته أي اذهب إليه بما رأيته من الآيات الكبرى وادعه إلى عبادتي وحذره نقمتي وقوله تعالى «إنه طغى» تعليل للأمر أو لوجوب المأمور به أي جاوز الحد في التكبر والعتو والتجبر حتى تجاسر على
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300