كثرة لأنه أريد بالثمرات جماعة الثمرة في قولك أدركت ثمرة بستانه ويؤيده القراءة على التوحيد أو لأن الجموع يقع بعضها موقع بعض كقوله تعالى «كم تركوا من جنات وعيون» وقوله تعالى «ثلاثة قروء» أو لأنها محلاة باللام خارجه عن حد القلة واللام متعلقة بمحذوف وقع صفة لرزقا على تقدير كونه المرزوق أي رزقا كائنا لكم أو دعامة لتقوية عمل رزقا على تقدير كونه مصدرا كأنه قيل رزقا إياكم «فلا تجعلوا لله أندادا» اما متعلق بالامر السابق مترتب عليه كأنه قيل إذا أمرتم بعبادة من هذا شأنه من التفرد بهذه النعوت الجليلة والأفعال الجميلة فلا تجعلوا له شريكا وإنما قيل أندادا باعتبار الواقع لا لان مدار النهي هو الجمعية وقرئ ندا وايقاع الاسم الجليل موقع الضمير لتعيين المعبود بالذات اثر تعيينه بالصفات وتعليل الحكم بوصف الألوهية التي عليها يدور امر الوحدانية واستحالة الشركة والإيذان باستتباعها لسائر الصفات واما معطوف عليه كما في قوله تعالى اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والفاء للإشعار بعلية ما قبلها من الصفات المجراة عليه تعالى للنهي أو الانتهاء أو لأن مآل النهى هو الأمر بتخصيص العبادة به تعالى المترتب على أصلها كأنه قيل اعبدوه فخصوها به والإظهار في موضع الإضمار لما مر آنفا وقيل هو نفى منصوب بإضمار ان جوابا للأمر ويأباه ان ذلك فيما يكون الأول سببا للثاني ولا ريب في ان العبادة لا تكون سببا للتوحيد الذي هو أصلها ومبناها وقيل هو منصوب بلعل نصب فأطلع في قوله تعالى لعلى أبلغ الأسباب أسباب السماوات فاطلع إلى اله موسى أي خلقكم لتتقوا وتخافوا عقابه فلا تشبهوه بخلقه وحيث كان مدار هذا النصب تشبيه لعل في بعد المرجو بليت كان فيه تنبيه على تقصيرهم بجعلهم المرجو القريب بمنزلة المتمنى البعيد وقيل هو متعلق بقوله تعالى الذي جعل الخ على تقدير رفعة على المدح أي هو الذي حفكم بهذه الآيات العظام والدلائل النيرة فلا تتخذوا له شركاء وفيه ما مر من لزوم كون خلقهم وخلق اسلافهم بمعزل من مناطية النهى مع عراقتهما فيها وقيل هو خبر للموصول بتأويل مقول في حقه وقد عرفت ما فيه مع لزوم المصير إلى مذهب الأخفش في تنزيل الاسم الظاهر منزلة الضمير كما في قولك زيد قام أبو عبد الله إذا كان ذلك كنيته والند المثل المساوى من ند ندودا إذا نفر وناددته خالفته خص بالمخالف المماثل بالذات كما خص المساوى بالمماثل في المقدار وتسمية ما يعبده المشركون من دون الله أندادا والحال انهم ما زعموا انها تماثله تعالى في صفاته ولا انها تخالفه في افعاله لما انهم لما تركوا عبادته تعالى إلى عبادتها وسموها آلهة شابهت حالهم حال من يعتقد انها ذوات واجبة بالذات قادرة على ان تدفع عنهم بأس الله عز وجل وتمنحهم ما لم يرد الله تعالى بهم من خير فتهكم بهم وشنع عليهم ان جعلوا أندادا لمن يستحيل ان يكون له ند واحد وفي ذلك قال موحد الجاهلية زيد بن عمرو بن نفيل * اربا واحدا أم الف رب * أدين إذا تقسمت الأمور * تركت اللات والعزى جميعا * كذلك يفعل الرجل البصير * وقوله تعالى «وأنتم تعلمون» حال من ضمير لا تجعلوا بصرف التقييد إلى ما افاده النهى من قبح المنهى عنه ووجوب الاجتناب عنه ومفعول تعلمون مطروح بالكلية كأنه قيل لا تجعلوا ذلك فإنه قبيح واجب الاجتناب عنه والحال انكم من أهل العلم بدقائق الأمور وإصابة الرأي أو مقدر حسبما يقتضيه المقام نحو وأنتم تعلمون بطلان ذلك أو تعلمون انه لا يماثله شئ أو تعلمون ما بينه وبينها من التفاوت أو
(٦٢)