تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ١ - الصفحة ١٧٧
منه عليه السلام وليس بقصد واختيار بل إما تحقيق الأمر وأنه بحيث لا يشك فيه ناظر أو أمر الأمة باكتساب المعارف المزيحة للشك على الوجه الأبلغ «ولكل» أي ولكل أمة من الأمم على أن التنوين عوض من المضاف إليه «وجهه» أي قبلة وقد قرئ كذلك أو لكل قوم من المسلمين جانب من جوانب الكعبة «هو موليها» أحد المفعولين محذوف أي موليها وجهة أو الله موليها إياه وقرئ ولكل وجهة بالإضافة والمعنى ولكل وجهة الله موليها أهلها واللام مزيدة للتأكيد وجبر ضعف العامل وقرئ مولاها أي مولى تلك الجهة قد وليها «فاستبقوا الخيرات» أي تسابقوا إليها بنزع الجار كما في قوله * ثنائي عليكم آل حرب ومن يمل * سواكم فإني مهتد غير مائل * وهو أبلغ من الأمر بالمسارعة لما فيه من الحث على إحراز قصب السبق والمراد بالخيرات جميع أنواعها من أمر القبلة وغيره مما ينال به سعادة الدارين أو الفاضلات من الجهات وهي المسامتة للكعبة «أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا» أي في أي موضع تكونوا من موافق أو مخالف مجتمع الأجزاء أو متفرقها يحشركم الله تعالى إلى المحشر للجزاء أو أينما تكونوا من أعماق الأرض وقلل الجبال يقبض أرواحكم أو أينما تكونوا من الجهات المختلفة المتقابلة يجعل صلواتكم كأنها صلاة إلى جهة واحدة «إن الله على كل شيء قدير» فيقدر على الإماتة والإحياء والجمع فهو تعليل للحكم السابق «ومن حيث خرجت» تأكيد التحويل وتصريح بعدم تفاوت الأمر في حالتي السفر والحضر ومن متعلقة بقوله تعالى «فول» أو بمحذوف عطف هو عليه أي من أي مكان خرجت إليه للسفر فول «وجهك» عند صلاتك «شطر المسجد الحرام» أو افعل ما أمرت به من أي مكان خرجت إليه فول الخ «وإنه» أي هذا الأمر «للحق من ربك» أي الثابت الموافق للحكمة «وما الله بغافل عما تعملون» فيجازيكم بذلك أحسن جزاء فهو وعد للمؤمنين وقرئ يعملون على صيغة الغيبة فهو وعيد للكافرين «ومن حيث خرجت» إليه في أسفارك ومغازيك من المنازل القريبة والبعيدة «فول وجهك شطر المسجد الحرام» الكلام فيه كما مر آنفا «وحيث ما كنتم» من أقطار الأرض مقيمين أو مسافرين حسبما يعرب عنه إيثار
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة قاضي القضاة أبو السعود 3
2 (الجزء الأول) 1 - سورة الفاتحة 7
3 2 - سورة البقرة 20
4 تفسير قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها 71
5 أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم 97
6 وإذا استسقى موسى لقومه 105
7 أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون 116
8 ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون 130
9 ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير 142
10 وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن 154
11 (الجزء الثاني) سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها 170
12 إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما 181
13 ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر 192
14 يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها 203
15 واذكروا الله في أيام معدودات 210
16 يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما 218
17 والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة 230
18 ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت 237
19 (الجزء الثالث) تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض 245
20 قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حميد 258
21 ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء 264
22 وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة 271