أحدا بالاسلام الا دخل فيه فلقد دخل في تلك السنين في الاسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك فكان صلح الحديبية فتحا عظيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه انا فتحنا لك فتحا مبينا قال انا قضينا لك قضاء بينا نزلت عام الحديبية للنحر الذي بالحديبية وحلقه رأسه * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه انا فتحنا لك فتحا مبينا قال قضينا لك قضاء بينا * وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبي رضي الله عنه ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أفتح هذا قال وأنزلت عليه انا فتحنا لك فتحا مبينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم عظيم قال وكان فصل ما بين الهجرتين فتح الحديبية قال لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل الآية * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا قال فتح مكة * وأخرج ابن عساكر من طريق أبى خالد الواسطي عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ذات يوم بغلس وكان يغلس ويسفر ويقول ما بين هذين وقت لكيلا يختلف المؤمنون فصلى بنا ذات يوم بغلس فلما قضى الصلاة التفت إلينا كان وجهه ورقة مصحف فقال أفيكم من رأى الليلة شيئا قلنا لا يا رسول الله قال لكني رأيت ملكين أتياني الليلة فأخذا بضبعي فانطلقا بي إلى السماء الدنيا فمررت بملك وامامه آدمي وبيده صخرة فيضرب بهامة الآدمي فيقع دماغه جانبا وتقع الصخرة جانبا قلت ما هذا قالا لي امضه فمضيت فإذا أنا بملك وأمامه آدمي وبيد الملك كلوب من حديد فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه حتى ينتهى إلى أذنه ثم يأخذ في الأيسر فيلتثم الأيمن قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا بنهر من دم يمور كمور المرجل على فيه قوم عراة على حافة النهر ملائكة بأيديهم مدرتان كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فيقع في فيه ويسيل إلى أسفل ذلك النهر قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه فيه قوم عراة توقد من تحتهم النار أمسكت على أنفى من نتن ما أجد من ريحهم قلت من هؤلاء قالا امضه فمضيت فإذا أنا بتل اسود عليه قوم مخبلون تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وآذانهم وأعينهم قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا بنار مطبقة موكل بها ملك لا يخرج منها شئ الا اتبعه حتى يعيده فيها قلت ما هذا قالا لي امضه فمضيت فإذا أنا بروضة وإذا فيها شيخ جميل لا أجمل منه وإذا حوله الولدان وإذا شجرة ورقها كآذان الفيلة فصعدت ما شاء الله من تلك الشجرة وإذا أنا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا بنهر عليه جسران من ذهب وفضة على حافتي النهر منازل لا منازل أحسن منها من درة جوفاء وياقوتة حمراء وفيه قدحان وأباريق تطرد قلت ما هذا قالا لي انزل فنزلت فضربت بيدي إلى اناء منها فغرفت ثم شربت فإذا أحلى من عسل وأشد بياضا من اللبن وألين من الزبد فقالا لي أما صاحب الصخرة التي رأيت يضرب بها هامته فيقع دماغه جانيا وتقع الصخرة جانبا فأولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة ويصلون الصلاة لغير مواقيتها يضربون بها حتى يصيروا إلى النار وأما صاحب الكلوب الذي رأيت ملكا موكلا بيده كلوب من حديد يشق شدقه الأيمن حتى ينتهى إلى اذنه ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن فأولئك الذين كانوا يمشون بين المؤمنين بالنميمة فيفسدون بينهم فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار وأما ملائكة بأيديهم مدرتان من النار كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه فينفتل إلى أسفل ذلك النهر فأولئك أكلة الربا يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما البيت الذي رأيت أسفله أضيق من أعلاه فيه قوم عراة تتوقد من تحتهم النار أمسكت على أنفك من نتن ما وجدت من ريحهم فأولئك الزناة وذلك نتن فروجهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما التل الأسود الذي رأيت عليه قوما مخبلين تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وأعينهم وآذانهم فأولئك الذين يعملون عمل قوم لوط الفاعل والمفعول به فهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما النار المطبقة التي رأيت ملكا موكلا بها كلما خرج منها شئ اتبعه حتى يعيده فيها فتلك جهنم تفرق بين أهل الجنة وأهل النار وأما الروضة التي رأيت فتلك جنة المأوى وأما الشيخ الذي رأيت ومن حوله من الولدان فهو إبراهيم وهم بنوه وأما الشجرة التي رأيت فطلعت إليها فيها منازل لا منازل أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء فتلك منازل أهل عليين
(٦٩)