فأسرت إليها ان أبشري ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وسلم أظهر الله النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ذكر عند عمر بن الخطاب يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك قال انما كان ذلك في حفصة * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أنزل أم إبراهيم منزل أبى أيوب قالت عائشة رضي الله عنها فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتها يوما فوجد خلوة فأصابها فحملت بإبراهيم قالت عائشة فلما استبان حملها فزعت من ذلك فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ولدت فلم يكن لامه لبن فاشترى له ضائنة يغذى منها الصبى فصلح عليه جسمه وحسن لحمه وصفا لونه فجاء به يوما يحمله على عنقه فقال يا عائشة كيف ترى الشبه فقلت أنا غيري ما أدرى شبها فقال ولا باللحم فقلت لعمري لمن تغذى بالبان الضان ليحسن لحمه قال فجزعت عائشة رضي الله عنها وحفصة من ذلك فعاتبته حفصة فحرمها واسر إليها سرا فأفشته إلى عائشة رضي الله عنها فنزلت آية التحريم فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم رقبة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وجدت حفصة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم أم ولد مارية أم إبراهيم فحرم أم ولده لحفصة رضي الله عنها وأمرها ان تكتم ذلك فأسرته إلى عائشة رضي الله عنها فذلك قوله تعالى وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فأمره الله بكفارة يمينه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية قال كان حرم فتاته القبطية أم إبراهيم عليه السلام في يوم حفصة وأسر ذلك إليها فاطلعت عليه عائشة رضي الله عنها وكانتا تظاهرتا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فأحل الله له ما حرم على نفسه وأمره ان يكفر عن يمينه فقال قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الشعبي وقتادة رضي الله عنهما يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قال حرم جاريته قال الشعبي وحلف يمينا مع التحريم فعاتبه الله في التحريم وجعل له كفارة اليمين وقال قتادة حرمها فكانت يمينا * وأخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم أم إبراهيم فقال هي على حرام فقال والله لا أقربها فنزلت قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم * وأخرج ابن سعد عن مسروق والشعبي قال آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته وحرمها فأنزل الله قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم وأنزل لم تحرم ما أحل الله لك * وأخرج الهيثم بن كليب في مسنده والضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة لا تحدثي أحدا وان أم إبراهيم على حرام فقالت أتحرم ما أحل الله لك قال فوالله لا أقربها فلم يقربها نفسه حتى أخبرت عائشة فأنزل الله قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم * وأخرج سعيد بن منضرر وعبد بن حميد عن مسروق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف لحفصة ان لا يقرب أمته وقال هي على حرام فنزلت الكفارة ليمينه وأمر ان لا يحرم ما أحل الله له * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك ان حفصة زارت أباها ذات يوم وكان يومها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدها في المنزل فأرسل إلى أمته مارية فأصاب منها في بيت حفصة وجاءت حفصة على تلك الحال فقالت يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي وفي يومى قال فإنها على حرام ولا تخبري بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى قوله وصالح المؤمنين فامر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة فوجدتها معه فقالت يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك قال فإنها على حرام ان أمسها واكتمي هذا على فخرجت حتى أتت عائشة فقالت ألا أبشرك فقالت بماذا قالت وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقلت يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك فكان أول السرر أنه أحرمها على نفسه ثم قال لي يا حفصة ألا أبشرك فاعلمي عائشة ان أباك يلي الامر من بعده وان أبى يليه بعد أبيك وقد استكتمني ذلك فاكتميه فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم إلى قوله غفور رحيم أي لما كان منك إلى قوله وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه يعنى حفصة حديثا فلما نبات به يعنى عائشة وأظهره الله عليه أي بالقرآن عرف بعضه عرف حفصة ما أظهر من أمر مارية وأعرض عن
(٢٤٠)