له ما هذا؟ فقال أخاف هذه الآية (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) وقوله تعالى: (ثم إذا خولناه نعمة منا...) الآية قال الزجاج التخويل العطاء عن غير مجازاة والنعمة هنا عامة في المال وغيره وتقوى الإشارة إلى المال بقوله (انما أوتيته على علم) قال قتادة يريد انما أوتيته على علم مني بوجه المكاسب والتجارات ويحتمل أن يريد على علم من الله في واستحقاق حزته عند الله ففي هذا التأويل اغترار بالله وفي الأول اعجاب بالنفس ثم قال الله تعالى (بل هي فتنة) أي: ليس الأمر كما قال بل هذه الفعلة به فتنة له وابتلاء ثم أخبر تعالى عمن سلف من الكفرة أنهم قد قالوا هذه المقالة كقارون وغيره (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) من الأموال (والذين ظلموا من هؤلاء) المعاصرين لك يا محمد (سيصيبهم سيئات ما كسبوا) قال أبو حيان (فما أغنى) يحتمل أن تكون " ما " نافية أو استفهامية فيها معنى النفي انتهى.
وقوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله...) الآية هذه الآية عامة في جميع الناس إلى يوم القيامة فتوبة الكافر تمحو ذنبه وتوبة العاصي تمحو ذنبه على ما تقدم تفصيله واختلف في سبب نزول هذه الآية فقال عطاء بن يسار نزلت في وحشي قاتل حمزة وقال ابن إسحاق وغيره: نزلت في قوم بمكة آمنوا ولم يهاجروا وفتنتهم فريش فافتتنوا ثم ندموا وظنوا أنهم لا توبة لهم فنزلت الآية فيهم منهم الوليد بن الوليد وهشام بن العاصي وهذا قول عمر بن الخطاب وأنه كتبها بيده إلى هشام بن العاصي الحديث وقالت فرقة نزلت في قوم كفار من أهل الجاهلية قالوا وما ينفعنا الاسلام ونحن قد زنينا وقتلنا النفس واتينا كل كبيرة