وقوله سبحانه: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) قال فيه المفسرون المعنى ومن آمن وعرف أن كل شئ بقضاء الله وقدره وعلمه هانت عليه مصيبته وسلم لأمر الله تعالى.
وقوله تعالى: (فإن توليتم) إلى آخر الآية وعيد وتبرئة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم) إلى آخر السورة قرءان مدني واختلف في سببه فقال عطاء بن أبي رباح أنه نزل في عوف بن مالك الأشجعي وذلك أنه أراد غزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمع أهله وأولاده وتشكوا إليه فراقه فرق لهم فثبطوه ولم / يغز ثم إنه ندم وهم بمعاقبتهم فنزلت الآية بسببه محذرة من الأزواج والأولاد وفتنتهم ثم صرف تعالى عن معاقبتهم بقوله: (وإن تعفوا وتصفحوا) وقال بعض المفسرين: سبب الآية إن قوما آمنوا وثبطهم أزواجهم وأولادهم عن الهجرة فلم يهاجروا إلا بعد مدة فوجدوا غيرهم قد تفقه في الدين فندموا وهموا بمعاقبة أزواجهم وأولادهم ثم أخبر تعالى أن الأموال والأولاد فتنة تشغل المرء عن مراشده وتحمله من الرغبة في الدنيا على ما لا يحمده في آخرته ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " الولد مبخلة مجبنة " وخرج أبو داود حديثا في مصنفه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة على المنبر حتى جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يجرانهما يعثران ويقومان فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر حتى أخذهما وصعد بهما ثم قرأ: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة...) الآية وقال أني