تنطق بنبوته فكان كل حبر لم ينتفع بما حمل كمثل حمار عليه أسفار وفي مصحف ابن مسعود / " كمثل حمار " بغير تعريف والسفر الكتاب المجمع الأوراق منضدة.
وقول: (بئس مثل القوم) التقدير بئس المثل مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله (ص) ورد بأن فيه حذف الفاعل ولا يجوز والظاهر أن (مثل القوم) فاعل (بئس) و (الذين كذبوا) هو المخصوص بالذم على حذف مضاف أي: مثل الذين كذبوا انتهى.
وقوله سبحانه: (قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم...) الآية روي أنها نزلت بسبب أن يهود المدينة لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطبوا يهود خيبر في أمره وذكروا لهم نبوته وقالوا إن رأيتم أتباعه أطعناكم وإن رأيتم خلافه خالفناه معكم فجاءهم جواب أهل خيبر يقولون نحن أبناء إبراهيم خليل الرحمن وأبناء عزير بن الله ومنا الأنبياء ومتى كانت النبوة في العرب؟ نحن أحق بالنبوة من محمد ولا سبيل إلى اتباعه فنزلت الآية بمعنى أنكم إذا كنتم من الله بهذا المنزلة فقربه وفراق هذه الحياة الخسيسة أحب إليكم فتمنوا الموت إن كنتم تعتقدون في أنفسكم هذه المنزلة ثم أخبر تعالى أنهم لا يتمنونه أبدا لعلمهم بسوء حالهم وروى كثير من المفسرين أن الله جلت قدرته جعل هذه الآية معجزة لمحمد نبيه صلى الله عليه وسلم فيهم فهي آية باهرة وأعلمه أنه إن تمنى أحد منهم الموت في أيام معدودات مات وفارق الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمنوا الموت على جهة التعجيز وإظهار الآية فما تمناه أحد منهم خوفا من الموت وثقة بصدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة) الآية النداء هو الأذان وكان على الجدار في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي " مصنف أبي داود ": كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم