(ع) وفي هذا النوع نعمة عظيمة ففيه الأزهار والمندل والعقاقير وغير ذلك وقرأ الجمهور: " والريحان " بالرفع عطفا على " فاكهة " وقرأ حمزة والكسائي و " الريحان " بالخفض عطفا على " العصف " ف " الريحان " على هذه القراءة الرزق ولا يدخل فيه المشموم إلا بتكلف و " ريحان " أصله " روحان " فهو من ذوات الواو و " الآلاء " النعم والضمير في قوله: (ربكما) للجن والإنس اللذين تضمنهما لفظ الأنام وأيضا ساغ تقديم ضميرهما عليهما لذكر الانسان والجان عقب ذلك وفيه اتساع وقال منذر بن سعيد خوطب من يعقل لأن المخاطبة بالقرآن كله هي للإنس والجن وعن جابر قال " قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال: " ما لي أراكم سكوتا؟! للجن كانوا أحسن ردا منكم ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا: لا بشئ من نعمك ربنا نكذب ".
وقوله سبحانه: (خلق الانسان من صلصال كالفخار * وخلق الجان من مارج من نار) الآية: اختلف في اشتقاق " الصلصال " فقيل هو من صل إذا أنتن فهي إشارة إلى