خيرا " قال: مسكينا آخر فهو خير له. ذكره الدارقطني وقال: إسناد صحيح ثابت. و " خير " الثاني صفة تفضيل، وكذلك الثالث و " خير " الأول. وقرأ عيسى بن عمرو ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي " يطوع خيرا " مشددا وجزم العين على معنى يتطوع. الباقون " تطوع " بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين على الماضي.
الخامسة - قوله تعالى: " وأن تصوموا خير لكم " أي والصيام خير لكم. وكذا قرأ أبي، أي من الافطار مع الفدية وكان هذا قبل النسخ. وقيل: " وأن تصوموا " في السفر والمرض غير الشاق والله أعلم. وعلى الجملة فإنه يقتضي الحض على الصوم، أي فاعلموا ذلك وصوموا.
قوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكلموا العدة ولتكبروا الله على ما هديكم ولعلكم تشكرون (185).
فيه إحدى وعشرون مسألة:
الأولى - قوله تعالى: " شهر رمضان " قال أهل التاريخ: أول من صام رمضان نوح عليه السلام لما خرج من السفينة. وقد تقدم قول مجاهد: كتب الله رمضان على كل أمة (1)، ومعلوم أنه كان قبل نوح أمم، والله أعلم. والشهر مشتق من الاشهار لأنه مشتهر لا يتعذر علمه على أحد يريده، ومنه يقال: شهرت السيف إذا سللته. ورمضان مأخوذ من رمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش. والرمضاء (ممدودة): شدة الحر، ومنه الحديث:
(صلاة (2) الأوابين إذا رمضت الفصال). خرجه مسلم. ورمض الفصال أن تحرق الرمضاء أخفافها فتبرك من شدة حرها. فرمضان - فيما ذكروا - وافق شدة الحر، فهو مأخوذ من الرمضاء. قال .