تقديم لم يكن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي انسانا مغمورا حتى يحتاج إلى التعريف به والإشادة بمآثره، بل هو طود شامخ وعلم معروف انتشرت آثاره العلمية في الأندية الإسلامية وعرفت مآثره الدينية في كافة الأوساط إنه لم يمت كما مات ملايين من الذين ساروا أياما في الركب البشري ثم طواهم الأجل فنسي ذكرهم التاريخ كأن لم يكونوا في هذه الدنيا إنه حي تتجدد ذكراه على مر العصور والدهور نعم، سيبقى حي الذكر أولئك الذين أدركوا مغزى " خلقتم للحياة لا للفناء " واتجهوا بكنه وجودهم إلى الحي القيوم واستضاؤا في مسيرتهم العملية بأنوار الأنبياء وجعلوا سيرة أولياء الحق دستورهم المتبع.. هؤلاء سيبقى ذكرهم حيا خالدا ولا يجد الفناء إليهم سبيلا.
إنهم أدركوا أن ما في الكون فإن زائل، لا يبقى شئ سوى الله تعالى ولا يدوم إلا وجهه الكريم، فانقطعوا عما سواه وتوجهوا إليه واكتسبوا منه عز شأنه بقاء الذكر وبدلوا مماتهم بالحياة، لم تستهوهم زخارف الدنيا المادية