وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، غير أنهم اختلفوا في المعني بذلك، فقال بعضهم: عنى به الحمل. ذكر من قال ذلك:
21396 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن يقول: شدة بعد شدة، وخلقا بعد خلق.
21397 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول، في قوله: وهنا على وهن يقول: ضعفا على ضعف.
21398 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: حملته أمه وهنا على وهن أي جهدا على جهد.
وقال آخرون: بل عنى به: وهن الولد وضعفه على ضعف الأم. ذكر من قال ذلك:
21399 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وهنا على وهن قال: وهن الولد على وهن الوالدة وضعفها.
وقوله: وفصاله في عامين يقول: وفطامه في انقضاء عامين. وقيل: وفصاله في عامين وترك ذكر انقضاء اكتفاء بدلالة الكلام عليه، كما قيل: واسأل القرية التي كنا فيها يراد به أهل القرية.
وقوله: أن اشكر لي ولوالديك يقول: وعهدنا إليه أن اشكر لي على نعمي عليك، ولوالديك تربيتهما إياك، وعلاجهما فيك ما عالجا من المشقة حتى استحكم قواك. وقوله:
إلي المصير يقول: إلى الله مصيرك أيها الانسان، وهو سائلك عما كان من شكرك له على نعمه عليك، وعما كان من شكرك لوالديك، وبرك بهما على ما لقيا منك من العناء والمشقة في حال طفوليتك وصباك، وما اصطنعا إليك في برهما بك، وتحننهما عليك.
وذكر أن هذه الآية نزلت في شأن سعد بن أبي وقاص وأمه. ذكر الرواية الواردة في ذلك:
21400 - حدثنا هناد بن السري، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، قال: حلفت أم سعد أن لا تأكل ولا تشرب، حتى يتحول سعد عن دينه.