تنته لأرجمنك واهجرني مليا، قال سلام عليك سأستغفر لك ربى إنه كان بي حفيا " (مريم: 47).
وقال تعالى حكاية عن قوم شعيب عليه السلام: " قال الملا الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين، قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين، أبلغكم رسالات ربى وأنا لكم ناصح أمين " (الأعراف: 68).
وقال تعالى: " قال فرعون وما رب العالمين، قال رب السماوات والأرض وما بينهما - إلى أن قال - قال إن رسولكم الذي ارسل إليكم لمجنون، قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون " (الشعراء: 28).
وقال تعالى حكاية عن قوم مريم: " قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا، يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا، فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " (الخ) (مريم: 30).
وقال تعالى يسلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيما رموه به من الكهانة والجنون والشعر: " فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون، أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون، قل تربصوا فإني معكم من المتربصين " (الطور: 31).
وقال: " وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا، انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا " (الفرقان: 9).
إلى غير ذلك من أنواع الشتم والرمي والإهانة التي حكى عنهم في القرآن، ولم ينقل عن الأنبياء عليهم السلام أن يقابلوهم بخشونة أو بذاء بل بالقول الصواب والمنطق الحسن اللين اتباعا للتعليم الإلهي الذي لقنهم خير القول وجميل الأدب قال تعالى خطابا لموسى وهارون عليهما السلام: " إذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " (طه: 44) وقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: " وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا " (الاسراء: 28).
ومن أدبهم في المحاورة والخطاب أنهم كانوا ينزلون أنفسهم منزلة الناس فيكلمون كل طبقة من طبقاتهم على قدر منزلته من الفهم، وهذا ظاهر بالتدبر فيما حكى من