الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ وكذلك كان غشيات علي بن أبي طالب وصيه في مقاماته.
أقول: بناء سؤال السائل على تقدير كون الغرض من العبادة هو الامن من العذاب وقد ورد: أنه عبادة العبيد، وبناء جوابه صلى الله عليه وآله وسلم على كون الداعي هو الشكر لله سبحانه، وهو عبادة الكرام، وهو قسم آخر من أقسام العبادة، وقد ورد في المأثور عن أئمة أهل البيت عليهم السلام: أن من العبادة ما تكون خوفا من العقاب وهو عبادة العبيد، ومنها ما تكون طمعا في الثواب وهو عبادة التجار، ومنها ما تكون شكرا لله سبحانه، وفى بعض الروايات حبا لله تعالى، وفى بعضها لأنه أهل له.
وقد استقصينا البحث في معنى الروايات في تفسير قوله تعالى: " وسيجزى الله الشاكرين " (آل عمران: 144) في الجزء الرابع من الكتاب، وبينا هناك أن الشكر لله في عبادته هو الاخلاص له، وأن الشاكرين هم المخلصون (بفتح اللام) من عباد الله المعنيون بمثل قوله تعالى: " سبحان الله عما يصفون، إلا عباد الله المخلصين " (الصافات: 160).
9 - وفى إرشاد الديلمي: أن إبراهيم عليه السلام كان يسمع منه في صلاته أزيز كأزيز الوجل من خوف الله تعالى، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذلك.
10 - وفى تفسير أبى الفتوح عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزل قوله تعالى:
" واذكروا الله ذكرا كثيرا " اشتغل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذكر الله حتى قال الكفار:
إنه جن.
11 - وفى الكافي بإسناده عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة، قلت: أكان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه؟ قال: لا ولكن كان يقول: أتوب إلى الله، قلت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوب ولا يعود، ونحن نتوب ونعود، قال: الله المستعان.
12 - وفى مكارم الأخلاق نقلا من كتاب النبوة عن علي عليه السلام: أنه كان إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قال: كان أجود الناس كفا، وأجرأ الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه،