على ما لا يرتاب في ذلك ذو لب وعقل فيجب عليكم يا أولى الألباب أن تتقوا الله بالعمل بشرائعه لعلكم تفلحون.
* * * يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم - 101. قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين - 102.
(بيان) الآيتان غير ظاهرتي الارتباط بما قبلهما، ومضمونهما غنى عن الاتصال بشئ من الكلام يبين منهما ما لا تستقلان بإفادته فلا حاجة إلى ما تجشمه جمع من المفسرين في توجيه اتصالهما تارة بما قبلهما، واخرى بأول السورة، وثالثة بالغرض من السورة فالصفح عن ذلك كله أولى.
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " (الآية) الابداء الاظهار، وساءه كذا خلاف سره.
والآية تنهى المؤمنين عن أن يسألوا عن أشياء إن تبد لهم تسؤهم، وقد سكتت أولا عن المسؤول من هو؟ غير أن قوله بعد: " وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم "، وكذا قوله في الآية التالية: " قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين " يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقصود بالسؤال مسؤول بمعنى أن الآية سيقت للنهي عن سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أشياء من شأنها كيت وكيت، وإن كانت العلة المستفادة من الآية الموجبة للنهي تفيد شمول النهى لغير مورد الغرض وهو أن يسأل الانسان ويفحص عن كل ما عفاه العفو الإلهي، وضرب دون الاطلاع عليه بالأسباب العادية والطرق