وفي كتاب الإهليلجة: قال الصادق (عليه السلام): وأما الغضب فهو منا إذا غضبنا تغيرت طبائعنا، وترتعد أحيانا مفاصلنا، ومالت ألواننا، ثم نجئ من بعد ذلك بالعقوبات، فسمي غضبا، فهذا كلام الناس المعروف. والغضب شيئان:
أحدهما في القلب، وأما المعنى الذي هو في القلب فهو منفي عن الله جل جلاله، و كذلك رضاه وسخطه ورحمته على هذه الصفة (1).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي رحمه الله: وروينا بالأسانيد المقدم ذكرها عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام)، أن أبا الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إن من تجاوز بأمير المؤمنين (عليه السلام) العبودية، فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين (2).
ولا الضالين: وقرئ (وغير الضالين) و (لا) هذه هي المسماة بالمزيدة عند البصريين، وهي إنما تقع بعد الواو في سياق النفي للتأكيد، والتصريح بتعلق النفي بكل من المعطوفين لئلا يتوهم أن المنفي هو المجموع من حيث هو، فيجوز حينئذ ثبوت أحدهما، والنفي الذي وقعت (لا) بعد الواو في سياقه، هو ما يتضمنه غير، تقول: إنا زيدا غير ضارب، مع امتناع قولك: إنا زيدا مثل ضارب، لأنه بمنزلة قولك: إنا زيدا لا ضارب.
وقال الكوفيون: هي بمعنى غير، وهذا قريب من كونها زائدة، فإنه لو صرح بغير كان للتأكيد أيضا.
والضلال: العدول عن الطريق السوي عمدا أو خطأ، وله عرض عريض، والتفاوت ما بين أدناه وأقصاه كثير.
قيل: المغضوب عليهم: اليهود لقوله تعالى: (من لعنه الله وغضب عليه) (3).