وآتينا عيسى ابن مريم البينات: المعجزات. أفرده لافراط اليهود والنصارى في تحقيره وتعظيمه. وجعل معجزاته مخصوصة بالذكر، لأنها آيات واضحة ومعجزات عظيمة لم يستجمعها غيره.
وأيدناه بروح القدس: في أصول الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه رفعه، عن محمد بن داود الغنوي، عن الأصبغ بن نباته، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فأما ما ذكر من أمر السابقين، فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح، روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبها علموا الأشياء. وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا النكاح من شباب النساء، وبروح البدن دبوا أو درجوا، فهؤلاء مغفور مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز وجل " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس " ثم قال في جماعتهم " وأيدهم بروح منه " يقول:
أكرمهم، ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور مصفوح عن ذنوبهم (1).
ولو شاء الله: إلزام الناس على طريقة واحدة، مشية حتم.
ما اقتتل الذين من بعدهم: من بعد الرسل.
من بعد ما جاءتهم البينات: المعجزات.
ولكن اختلفوا: لأنه لم يجبرهم على الاهتداء للابتلاء.
فمنهم من آمن: بتوفيقه.
ومنهم من كفر: لاعراضه عنه بخذلانه.
ولو شاء الله ما اقتتلوا: التكرار للتوكيد.
ولكن الله يفعل ما يريد: فيوفق من يشاء فضلا، ويخذل من يشاء عدلا.