[إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صلحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62) وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (63)] والمروي عن الحسن أن من قتل من الأنبياء قد قتل بغير قتال، وأن الله لم يأمر نبيا بالقتال فقتل فيه (1).
والمذكور في مجمع البيان: إن الصحيح أن النبي إن كان لم يؤد الشرع الذي أمر بتأديته، لم يجز أن يمكن الله سبحانه من قتله، لأنه لو مكن من ذلك لأدى إلى أن يكون المكلفون غير مزاحي العلة في التكليف وفيما لهم من الألطاف والمصالح، فأما إذا أدى الشرع فحينئذ يجوز أن يخلي الله بينه وبين قاتليه ولم يجب عليه المنع من قتله (2).
وعلى الملازمة التي ادعاها منع، بأنه يجوز أن يكون إزاحة العلل بإرسال النبي و إظهار المعجزة على يده، وقتله بسوء ضيعهم بعد ثبوت نبوته وإعجازه، ناشئ من تهاونهم في نصره وتوازرهم على دفعه، فهم مفوتون تبليغه بسوء فعلهم، فهم غير معذورين بعدم تبليغه.
إن الذين آمنوا: بألسنتهم، يريد به المتدينين بدين محمد (صلى الله عليه وآله)، المخلصين منهم والمنافقين.
وقال صاحب الكشاف: المنافقين (3).