وقيل: قد جاء " لاك " بمعنى أرسل، فلا قلب.
والتاء، إما لتأنيث، الجمع فإن الجمع مؤنث بتأويل الجماعة، أو لتأكيد معنى الجمع كما في علامة ونسابة.
واختلف العلماء في حقيقتهم بعد اتفاقهم على أنها ذوات موجودة قائمة بأنفسها.
فذهب أكثر المسلمين إلى أنها أجسام لطيفة قادرة على التشكل بأشكال مختلفة، مستدلين بأن الرسل كانوا يرونهم كذلك، وهو الحق.
وقالت طائفة من النصارى: هي النفوس الفاضلة البشرية المفارقة للأبدان.
وقال الحكماء: إنها هي العقول، منقسمة إلى قسمين:
قسم شأنهم الاستغراق في معرفة الحق، والتنزه عن الاشتغال بغيره، كما وصفهم في محكم تنزيله فقال: " يسبحون الليل والنهار لا يفترون " (1) وهو العليون والملائكة المقربون.
وقسم تدبر الامر من السماء إلى الأرض، على ما سبق به القضاء وجرى به القلم الإلهي، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهم المدبرات أمرا، فمنهم سماوية ومنهم أرضية.
والمراد بها إما كلهم لعموم اللفظ وعدم المخصص، وإما إبليس ومن كان معه في محاربة الجن فإنه تعالى أسكنهم في الأرض أولا، فأفسدوا فيها فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة، فدمرهم وفرقهم في الجزائر، وإما ملائكة الأرض، وهو أولى، والمخصص قوله في الأرض.
إني جاعل في الأرض خليفة: وقرئ خليقة بالقاف.
وجاعل: إن كان متعديا إلى مفعولين، ففي الأرض مفعوله الثاني، وإلا كان متعلقا به.
والخليفة من يخلف غيره، والهاء فيه للمبالغة، والمراد به إما آدم وحده، أو مع