تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢١٧
[وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31)] الاحكام، وخلق ما في الأرض على حسب حاجات أهلها، لان علمه الكامل برهان لمي على تحقق الاتقان في أفعاله، وظهور الاتقان فيها دليل إني على إثبات علمه.
وقد روى الصدوق في عيون أخبار الرضا بإسناده إلى الحسن العسكري (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين في قول الله عز وجل: " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا " لتعتبروا ولتتوصلوا به إلى رضوانه وتتوقوا به من عذاب نيرانه، " ثم استوى إلى السماء " أخذ في خلقها وإتقانها، " فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم " ولعلمه بكل شئ علم بالمصالح، وخلق لكم كل ما في الأرض لمصالحكم يا بن آدم (1).
وقد سكن نافع وأبو عمرو والكسائي الهاء من نحو فهو وهو تشبيها له بقصد (2).
وإذ قال ربك: تعداد لنعمة ثالثة تعم الناس كلهم، فإن خلق آدم و إكرامه إنعام يعم ذريته.
و (إذ) ظرف وضع لزمان عين بإضافته إلى نسبة واقعة في الزمان الماضي، كما .

(1) عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 12، ح 29.
(2) النشر في القراءات العشر: ج 2، ص 209.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست