وقد تمسكوا في اثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الاغماض عنها.
والذي يهون الخطب ان التحريف اللازم على قولهم يسير جدا مخصوص بآيات الولاية فهو غير مغير للاحكام ولا للمفهوم الجامع الذي هو روح القرآن، فهو ليس بتحريف في الحقيقة فلا ينال لغير الشيعة ان يشنع عليهم من هذه الجهة.
وتفصيل ذلك ان غيرهم الذي يمكن ان يورد عليهم فهو اما من جمهور المسلمين أو أهل الكتاب كالنصارى واليهود وكلاهما لا يقدران على ذلك اما جمهور المسلمين فلكون كتبهم مملوءة من الأخبار الدالة على التحريف الذي هو أزيد بمراتب من التحريف المستفاد من روايات الامامية، إذ هو عند أولئك بمعنى النقيصة والزيادة وفي سائر مواضيع القرآن حتى قد روي عن عمر أنه قال:
(1) لا يقولن أحدكم قد اخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهبت منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد اخذت منه ما ظهر (1).
(2) وعنه أيضا كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر فيما فقدنا من كتاب الله (2).
(3) وأيضا روي عنه: فكان فيما انزل عليه آية الرجم فرجم ورجمنا بعده (3).
(4) وعن أبي موسى الأشعري: انا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة بالبراءة فأنسيتها، غير انى قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من المال لابتغى واديا ثالثا ولا يملا جوف ابن آدم الا تراب (4) ومثله كثير مما يظهر منه ذهاب كثير من القرآن عندهم من آيات الاحكام والسور