فصل اعلم يرحمك الله تعالى أن هذه الأسئلة الالحادية جميعها نابع من التشبيه والتجسيم كما سيتبين لك الان أثناء تحليلها والإجابة عنها ودحضها بعون الله تعالى، فهذه الأسئلة قامت جميعها على جرف هار، ألا وهو ما قام في عقول أصحابها ومن يحفها بعبارة " إذا شاء " من قياس الخالق على المخلوق وتصور الله تعالى بكيفيات سواء كانت هذه الكيفيات صورا أو هيئات أو أشكالا مختلفة وبناء على ما قام في هذه العقول من التشبيه والتمثيل وقعت هذه الأسئلة، وإليك بيان ذلك بتحليلها ودحضها واحدا واحدا:
وقبل أن نخوض في ذلك يجب أن نبين بأنه يجب أن يتذكر كل باحث هنا بأن الله تعالى لا كيف له ولا يمكن لعقل أن يتصوره أو يتخيله فهو سبحانه خارج عن إدراك العقول وتصورات الأذهان لقوله تعالى * (ليس كمثله شئ) * ولقوله * (ولم يكن له كفوا أحد) * ولقوله * (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) * النحل: 17.
وعن سيدنا أبي بن كعب رضي الله عنه أن المشركين قالوا يا محمد انسب لنا ربك فأنزل الله عز وجل * (قل هو الله أحد الله الصمد) * قال: الصمد الذي * (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) * لأنه ليس شئ يولد إلا سيموت وليس شئ يموت إلا سيورث، وان الله عز وجل لا يموت ولا يورث * (ولم يكن له كفوا أحد) * قال: لم يكن له شبيه