تنبيه مهم وقد تبين لنا من الكلام السابق أن أمثال ابن تيمية والدارمي وأمثالهم من المشبهة والمجسمة يطلقون على الله تعالى ما لم يرد في الكتاب والسنة كالحركة والجلوس والاستقرار على ظهر البعوضة ويجوزون إثبات هذه الصفات بل يثبتونها ويدعون زورا بأن السلف كانوا يثبتونها، فها هو ابن تيمية يقول في " موافقته " (2 / 4): " وأئمة السنة والحديث على إثبات النوعين وهو الذي ذكره عنهم من نقل مذهبهم كحرب الكرماني وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهما بل صرح هؤلاء بلفظ الحركة وأن ذلك هو مذهب أئمة السنة والحديث من المتقدمين والمتأخرين " اه!!
ثم بعد ذلك إذا أرادوا أن يثبتوا لله تعالى صفة لم ترد في الكتاب والسنة ك " الحد " مثلا أو " الجهة " قالوا ليمهدوا الطريق إلى إثباتها:
" إثبات هذه أو نفيها بدعة " ثم نجدهم يثبتونها بعد أن يمهدوا لها مستعينين بطريقة أرسطوا طاليس وأضرابه!! ولا يكتفون بقوله سبحانه * (ليس كمثله شئ) *!!
ونقول لهم مجيبين: ما لم يرد في الكتاب ولا في السنة لا يصح وصف الله تعالى به، فمن قال مثلا: هل يقال بأن الله يشبه الفأر؟!
فيقول له المتمسلف: هذا اللفظ لا ينبغي إثباته ولا نفيه.