تنقيح الفهوم العالية - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٩٠
وشكل لا صفة، لان الصفة هي التي تقوم بالذات، وإما الذات فهي التي تقوم بها الصفات فيقال يد سوداء ويد بيضاء ويقال مريضة وسليمة إلى غير ذلك فكيف يجعلون الذات صفة من الصفات؟!!
وكذلك الساق والوجه والأصابع والصورة ونحوها يقال فيها ما يقال في اليد لان جميعها يفيد التركيب والأعضاء والشكل والهيئة والله تعالى منزه عن هذا كله لأنه سبحانه وتعالى أخبر بان المخلوق مركب من صورة فقال سبحانه * (يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك) * فدل على أن المخلوق مركب أي من أجزاء وأعضاء، وأخبر أنه سبحانه * (ليس كمثله شئ) * وأنه * (لم يكن له كفوا أحد) * فصرح بأنه ليس مركبا من هذه الأعضاء!! وليس بعد هذا البيان بيان!!
إذا هؤلاء المتمسلفون لا يفرقون بعد بين الذوات والصفات ومن كان كذلك فإنه ينادي على نفسه بالجهل ولا يجوز له بحال أن يخوض في مسائل العلم التي لا يفهمها وخاصة في العقائد!! (1).

(1) وقد وقفت على شريط مسجل لبعض حملة شهادة (الدكتوراه!!) (الشرعية!!) لاحد أتباع ومقتدي المجسمة والمشبهة الذين لا يعرفون ماذا يقولون!! فوجدته يثبت ما يسميه صفة الوجه لله تعالى!! ويقول: قوله تعالى * (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) * لولا أنه له أصلا وجه لم يصح أن يطلق عليه لفظ الوجه!! لأننا لا نطلق في اللغة العربية الوجه إلا على من كان له في الأصل وجه، لأننا لا نقول مثلا وجه الريح لان الريح لا وجه.
لها!! هكذا قال!!
وقد نادى هذا القائل على نفسه بالجهل المطبق لأنه لا يعرف لغة العرب ولم يتذوقها!! ويكفي في دحض كلامه وإبطاله قول الله تعالى * (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) * آل عمران: 72.
فتأملوا كيف أطلق على النهار الوجه وليس له أصلا وجه ولا هو جسم وذات!!
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 باب الجواب عن النقطة الأولى: نص الحديث الذي فيه قصة الجارية بلفظ " أين الله " 5
3 اللفظ الأول: " أين الله " طرقه 9
4 اضطراب رواية معاوية بن الحكم بنفسها 11
5 عرض كلام المتناقض في ذلك وتفنيده 11
6 فصل في رواية حديث معاوية بن الحكم بلفظ " أتشهدين... " 14
7 طريق آخر مستقل 16
8 شواهد رواية أتشهدين 17
9 الرواية التي جاءت بلفظ " من ربك؟ " 18
10 تعريف الحديث المضطرب 19
11 تصريح بعض الحفاظ والأئمة باضطراب حديث الجارية 20
12 فصل: في تواتر طلب النبي (ص) لفظ الشهادة من الناس 24
13 بعض تخليطات الألباني المتناقض!! 26
14 عدم أخذ العلماء بظاهر " أين الله " 27
15 نصوص العلو تقابلها نصوص أخرى أيضا تثبت أن العلو معنوي لا حسي (آيات قرآنية) 30
16 أحاديث صحيحة أيضا تقابل الأحاديث التي تسميها المجسمة بأحاديث العلو 33
17 ملخص ما تقدم 37
18 تكملة رد كلمات المتناقض!! الألباني فيما يتعلق بالحديث وإبطال تعديه على الإمام المحدث الكوثري 38
19 فصل: المتمسلفون يستدلون لعقيدتهم بطبائع البقر والحمير والدجاج 46
20 فصل: في دحض احتجاج المتمسلفين بالفطرة وزعمهم بأنها من الأدلة الشرعية 49
21 فصل: في استعمال العرب لفظ العلو في العلو المعنوي 52
22 فصل: بيان معنى بعض الآيات التي يحتج بها المتمسلفون على إثبات العلو الحسي 54
23 فصل: في الكلام على حديث الإسراء والمعراج وأنه لا دليل لهم فيه 59
24 فصل: الكلام على الموضوع الثاني وهو بيان أن الله سبحانه وتعالى لا داخل العالم ولا خارجه 65
25 تنبيه: فيه تناقض المجسمة الألبانيين 69
26 فصل: مناقشة قضية لا داخل العالم ولا خارجه من جهة أخرى 71
27 فصل: نصوص أهل العلم التي يصرحون بها بما نقول 75
28 فصل: كل ما سوى الله مخلوق وليس هناك منطقة تسمى خارج العالم 77
29 رسمه تبين اعتقاد الألباني وإمامه الحراني وكيف يتخيلون الرب سبحانه وهي مأخوذة من كلامهما 78
30 بيان منطقة (المكان العدمي) 79
31 قاعدة مهمة: الأصل في الإضافات التي يسمونها بالصفات النفي لا الإثبات 85
32 فصل: المجسم هو من يقول الله جسم لا كالأجسام أو ما يقتضي منه التجسيم وإن لم يصرح به 93
33 مسألة مهمة: إبطال احتجاج المجسمة والملاحدة بالمشيئة 95
34 فصل: في إجابة بعض أسئلة الملحدين المبنية على التجسيم وإبطالها 101
35 تنبيه مهم 109
36 معنى قوله تعالى * (إن الله على كل شئ قدير) * 111
37 ملحق وهو الخاتمة 114