وتخيله وما يقوم بذهنه فساعتئذ ربما يفهم بأنه بسيط التفكير ساذج العقل!!
وقولك (إذا شاء) أيها الألمعي!! ليس لها ههنا محل من الاعراب!!
أي أنها ملغاة لا فائدة منها إلا في لغة من أراد أن يعرب اللغة الروسية أو الفرنسية ليعرف هل هذا المثنى منصوب بالياء أو بالألف ثم تردد بعد ذلك وتخاصم هو وأصحابه هل هي ألف ممدودة أو مقصورة؟!!
الاشكال الثالث: سؤال أحد الملاحدة: هل يستطيع الله إذا شاء أن يعدم أو يفني نفسه؟!
الجواب: هذا تصور فاسد أيضا مبني على التشبيه والتجسيم، وذلك لان هذا السائل قاس رب العالمين سبحانه وتعالى بما رآه في هذا الكون من مخلوقات، وهي أجسام وأعراض ولما رأى أنها توجد أحيانا وتعدم تارة أخرى ظن أن المولى سبحانه وتعالى مثلها يوجد ويعدم قياسا عليها!!! ولم ينتبه المسكين بأن الله تعالى يختلف عنها بأنه لا أول له وهو خارج عن الزمان والمكان، فيتبين ساعتئذ فساد سؤال هذا السائل لأنه مبني على أمر لا يجوز في حقه سبحانه وتعالى زيادة على أنه مبني على التشبيه والتجسيم!! ومثال هذا السؤال مثال من قال: هل يستطيع هذ الجدار أن يعدم نفسه!! وهل يستطيع هذا الجدار أن يأكل ويشرب وينكح ويتزوج؟!!
فكل من سيسمع هذا السائل يلقي أسئلة الجدار هذه لن يلتفت إليه بجواب وإنما سيضحك من سفاهة عقل سائله وسذاجته وخفته!!