فصل تنبيه مهم لا يشترط في المجسم والمشبه أن يقول أنا مجسم أو أنا مشبه، كما لا يشترط في إطلاق لفظ المجسم على إنسان أن يقول: الله جسم كالأجسام. بل لو قال: الله جسم ليس كالأجسام، أو قال كلاما معناه التجسيم كمن أثبت لله تعالى ساقا ورجلا ويدا وعينا وجنبا وأصابعا وكفا وخنصرا وقبضة وحركة وسكونا ومجيئا وجلوسا ونحو هذه الأمور المشهورة عن المجسمة والمشبهة لا سيما إن أعقبها بقوله: " حقيقية " يكون مجسما ومشبها ولا يفيده أن يقول بعد ذلك (بلا كيف) أو (بلا تشبيه) بعد أن يثبت التشبيه بعينه ومعناه!!
وكذلك لا يفيده أن يقول بعد ذلك * (ليس كمثله شئ) * لأنه يقول في سائر أحواله: أنا لا أثبت الجهة ولا أنفيها مثلا ولا أثبت الحد ولا أنفيه!! ثم نجده في كلام آخر له يثبته ويقول: ليس وراء نفيه إلا نفي وجود الرب!! فهو يطلق على الله ما لم يرد في الكتاب ولا في السنة!! مستدركا عليهما!! ثم يغالط ويقول لا أثبت الحد والجهة ولا أنفيهما!! فيكون بذلك خارجا ومتمردا على قول الله تعالى * (ليس كمثله شئ) * وقوله تعالى * (ولم يكن له كفوا أحد) * وغيرها من الآيات الدالة على التنزيه ونفي التشبيه والتجسيم وكل ما يخطر في الذهن والخيال!!