فصل مناقشة قضية داخل العالم وخارج العالم أي متصل أو منفصل من جهة أخرى قال الامام الغزالي رحمه الله تعالى ورضي عنه (1):
" فإن قيل: فنفي الجهة يؤدي إلى المحال وهو إثبات موجود تخلو عنه الجهات الست ويكون لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه وذلك محال!! " قلنا: إذا كان هذا الموجود جسما يأخذ حيزا في الفراغ وله حد أي طول وعرض وارتفاع بأي شكل كان ثم وصفناه بعد ذلك بأنه لا متصل ولا منفصل أي لا داخل العالم ولا خارجه ولا هو في جهة كان ذلك مقتضيا الاخبار عن عدمه؟ وقولنا ساعتئذ لا هو متصل ولا منفصل محال.
وهو كقول القائل يستحيل أن يوجد موجود. لا يكون عاجزا ولا قادرا ولا عالما ولا جاهلا ولا أعزب ولا متزوجا ولا ذكرا ولا أنثى أو خنثى ولا في نور ولا في ظلمة!!
فإن كان ذلك الشئ قابل للمتضادين فيستحيل خلوه من أحدهما، وأما إذا كان جمادا مثلا وهو الذي لا يقبل واحدا منهما لأنه