أناس أنزلونا في مكان من، العلياء فوق النجم يعلو (ديوانه ص 115).
ومن هذا الباب قول الله عز شأنه * (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا) * أي طغا وتجبر، فالعلو المقصود هنا هو العلو والارتفاع المعنوي لا الحسي، ومنه أيضا قول فرعون في بني إسرائيل * (سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون) *.
فهذه شواهد لغوية من القرآن الكريم وأدلة من كلام العرب تدل على أن العلو يراد به في كثير من الأحوال العلو المعنوي لا العلو الحسي الجسمي الذي يدندن به المشبهة والمجسمة فافهم هداك الله تعالى!!
فصل هناك بعض الآيات من المتشابه يحتج بها المجسمة والمشبهة على العلو الحسي لا بد من ذكرها وبيان المعنى الصحيح لها حتى لا يبقى في ذهن طالب الحق أي إشكال في هذه المسألة.
. فمن تلك الآيات قوله تعالى * (الرحمن على العرش استوى) * ومعنى الاستواء هنا القهر لا علو الأجسام والارتفاع لقوله تعالى * (وهو القاهر فوق عباده) * فبين سبحانه أن علوه واستواءه بالقهر لا بالجسمية والارتفاع الحسي الجسمي المعهود لنا.
وفي معنى القهر: الاستيلاء والاخبار عن هذا العالم بأنه ملكه سبحانه فهو تحت مشيئته وإرادته، كما يقال العالم من فرشه إلى عرشه خاضع لله تعالى هذا معنى قوله تعالى * (الرحمن على العرش استوى) *.