الأشياء لكن في حدود ضيقة جدا لان الاكثار من التعديلات يتطلب إعادة صياغة الكتاب من جديد وذلك ما لا أجد له سبيلا في الوقت الحاضر.
ولقد كنت اعتمدت على كثير من المخطوطات في البحث عن الأحاديث وغيرها وكنت أحلت إلى مواضعها في تلك المخطوطات وقد طبع الكثير منها في هذه الفترة فأصبح ميسورا لمن يريد الرجوع إليها ولكني لم أستطع أن أغير الاحالات لما في ذلك من الصعوبة التي لا تخفى على طلبة العلم.
وليعلم القارئ الكريم بأنني لم أقصد من هذا البحث إخراج كتاب مختصر في إثبات فكرة المهدي أو إنكاره ولكني أردت بحث الموضوع من كافة جوانبه وبكل تجرد وموضوعية فإن ثبت بعد البحث أثبته وإن كان غير ذلك أعلنته بكل صراحة وهذا عمل موسوعي يستلزم ذكر كل ما توصلت إليه في مصادر السنة المعتمدة سواء كان صحيحا أو ضعيفا أو موضوعا ثم دراسته دراسة نقدية ثم ذكر النتيجة التي توصلت إليها وهذا أمر قد يستثقله بعض القراء لا سيما في هذا العصر - عصر السرعة والاختزال - حيث يعتمد كثير من الناس في تنمية ثقافاتهم على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة أو مقالات الصحف والجرائد أو المحاظرات العامة فقط ولهؤلاء الأحبة ذكرت خلاصة بحثي في خاتمة الكتاب وبإمكانهم الاكتفاء بها إن شاءوا. ولكن عذري إلى هؤلاء الاخوة أنني أخاطب في هذا الكتاب مجموعتين من الناس على طرفي نقيض فمجموعة تكذب كل ما ورد في الموضوع فلا بد أن أذكر لها ما صح منها وأرد على شبهاتها ولو من غير ذكرها صراحة.
ومجموعة أخرى تحتج بكل ما ورد ولو كان ضعيفا أو موضوعا فلا بد أن أبين لها بأن كثيرا مما ورد في هذا الموضوع لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز نسبتها إليه فكان لا بد لي من أن أسعى إلى إحصاء كل ما يتعلق بالموضوع قدر الامكان والاستطاعة.