مفيدة (1)، وقال مرة فيه مع حلفه بأنه ما رمقت عينه أوسع منه علما ولا أقوى ذكاء مع الزهد في المأكل والملبس والنساء ومع القيام في الحق بكل ممكن أنه تعب في وزنه وتفتيشه سنين متطاولة فما وجد آخره بين المصريين والشاميين ومقتته نفوسهم بسببه وازدروا به وكذبوه بل كفروه إلا الكبر والعجب والدعاوى وفرط الغرام في رياسة المشيخة والازدراء بالكبار ومحبة الظهور بحيث قام عليه ناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم ولا أزهد... إلى أن قال بنقله عن الذهبي الصحيفة / 78 من الاعلان:
"... وقد رأيت ما آل أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف ثم صار مظلما مكشوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس ودجالا أفاكا كافرا عند أعدائه... ".
قف على قوله: إنه كان مضيئا قبل أن يشتغل بالفلسفة ثم صار مظلما عليه قتمة، وهذا كلام من؟ كلام تلميذه الذي كان يمدحه ثم بعد ذلك ذكر فيه ما ذكر، وراجع كلامه في النصيحة التي أرسلها له ويقول له فيها: "...
يا رجل قد بلعت سموم الفلاسفة ومصنفاتهم مرات... "، " يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والاهدار، أو بالتأويل والإنكار ". هذا كلام الذهبي الذي قال لابن تيمية " وأنا الشفوق المحب الواد " فراجع النصيحة بتمعن وتفكر.