ثمانين إنه سنة كما رواه مسلم وغيره. فلا يجوز أن يجعل هذا نظير هذا لأن ما فعله عمر في مسألة الجلد ليس فيه إبطال حكم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن فعل الرسول لذلك لا يتضمن أن ما سوى هذا العدد حرام.
وأما تخوينهم لابن عباس فمن قال منهم بأن ابن عباس أفتى بأن الثلاث بلفظ واحد ثلاث مع علمه بأن حكم رسول الله خلاف ذلك فقد نسبه لتحريف حكم رسول الله عمدا، ومن اعتبر ابن تيمية من المجتهدين الذين يجب تقليدهم فقد بعد عن الصواب. كيف وهو القائل إن العالم أزلي بجنسه، أي إن جنس العالم لم يتقدمه الله بالوجود وإنما تقدم الأفراد المعينة، وقد اتفق المسلمون على تكفير من يقول بأن العالم أزلي مع الله سواء جعله أزليا بنوعه أو بنوعه وتركيبه وأفراده المعينة (1) وقد نص ابن تيمية على ما ذكرنا عنه في خمسة من كتبه.
منهاج السنة النبوية - والموافقة - وشرح حديث النزول - وشرح حديث عمران بن الحصين - وكتاب نقد مراتب الاجماع. وسنظهر ذلك تباعا إن شاء الله.